فنزل "فاصدع بما تؤمر" فأظهر الدعوة على الصفا مناديًا قومه، فشجه اللعين أبو جهل وتبعه المشركون بالحجارة فهرب، وطفقوا يرمون في منزله بالحجارة تمام الليلة وخديجة تحميه، هبط الملائكة يطلبون منه أن يسلطوا عليه، فقال: إني بعثت رحمة لا عذابًا - ماسحًا الدم عن وجهه.
[سابعة] وفي السابعة كانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج.
[ثامنة] وفي الثامنة نزل"آلم غلبت الروم" وذلك أن جمع الروم جند قيصر وجند كسرى اقتتلوا فغلبت فارس، ففرح المشركون بهزيمة الروم المشاركين للمسلمين في كونهما أهل كتاب، فنزل أن الروم ستغلب، فراهن أبو بكر المشركين على مائة قلوص على غلبة الروم، فظهرت الروم يوم الحديبية أو يوم بدر، فأخذ أبو بكر الرهن، فلما عز الإسلام باجتماع المسلمين وفشا بين القبائل، وحمى النجاشي من عنده وحامي أبو طالب وبنو هاشم النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد وأصحابه فاجتمعوا على أن يكتبوا صحيفة على أن لا ينكاحوا بني هاشم ولا يبايعوهم، وعلقوا الصحيفة بالكعبة، وأذوا المسلمين فزلزلوا زلزالًا شديدًا، فأدخل أبو طالب الشعب ابن أخيه وبنى أبيه ومن تبعهم من بين مؤمن وكافر دخل لنصرة الله، فأذوهم وقطعوا عنهم المارة من الأسواق من الطعام وغيرها، وكانوا يخرجون من الشعب على الموسم، فبقوا عليه ثلاث سنين حتى بلغوا الجهد الشديد، فسمع المشركون بجهدهم فكرهوا ما فيهم من البلاء وكرهوا الصحيفة الظالمة، فسلط الله على الصحيفة الأرضة فأكلت كل اسم لله وبقي فيها الظلم، وأوحى إيه بذلك فأخبر به أبا طالب، فأخبرهم أبو طالب فوجدوها كذلك، فتبرأ بعضهم منه فخرجوا من شعبهم.
[عاشرة] وفي العاشرة دنا موت أبي طالب فوصى بني المطلب بإعانته ومات، فقال علي: إن عمك الضال قد مات، قال: فاغسله وكفنه وواره- غفر الله له!