فمن على بنته وكساها، فلحقت بأخيها ثم جاءت به مسلمين. وبعث خالدًا على بني الحارث بنجران، فأسلموا ووفدوا، فقال صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء؟ كأنهم رجال الهند. وفيها مات بأذان وإلى اليمن، ففرق عملها بين شهر بن باذان وعامر ابن شهر وأبي موسى الأشعري وخالد بن سعيد. وبعث معاذًا إلى اليمن وحضرموت، وخرج يمشي معه وهو راكب فقال: يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي! فبكي معاذ. وبعث جرير بن عبد الله إلى ذي الكلاع بن ناكور، فأسلم وأسلمت امرأته. وأسلم فروة بن عمرو الجذامي عامل الروم على من يليهم من العرب، فدعاه ملك الروم فأمره أن يرجع، فأجاب أنك تعلم أن عيسى بشر به ولكن تضن بملك! فحبسه ثم قتله.
[الحادية عشرة] وفي الحادية عشرة أمر أن يستغفر لهل البقيع وقال: ليهنكم ما أصبحتم فيه! أقبلت الفتن كقطع الليل الملم. وأرسل أسامة إلى أهل ابني لأربع ليال بقين من صفر وقال: سر إلى موضع مقتل أبيك بهذا الجيش، فأوطئهم الخيل وحرق عليهم. وفي يوم الأربعاء حم صلى الله عليه وسلم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد بيده لواء وقال: اغز في سبل الله! فخرج وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزاة فيهم أبو بكر وعمرو وسعد ابن أبي وقاص أبو عبيدة. فتكلم بعض في أن يستعمل الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب صلى الله عليه وسلم وصعد المنبر فحمد وخطب - بطوله: ولئن طعنتم في تأميري أسامة فلقد طعنتم في تأميري أباه! وأيم الله إن كان لخليقا بها وأن ابنه بعده خليق بها! فنزل ودخل في بيته - وذلك يوم السبت لعاشر ربيع الأول، فاشتد مرضه يوم الأحد ولد فيه. وجاء خبر ظهور مسيلمة والأسود العنسي وكانا يستغويان أهل بلادهما، ولم يظهر أمرهما إلا في مرضه، أما الأسود فاسمه عيهلة بن كعب ويقال له: ذو الخمار، وكان كاهنًا يشعبذ ويربهم العجائب، وكان أول خروجه بعد حجة الوداع فسار إلى صنعاء، فكتب فروة عامله صلى الله عليه وسلم