للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحاصر أهله ليالي ثم انصرف إلى المدينة، وفيه طلعت الشمس بعد غروبه لعلي حين فاته العصر إذ كان رأسه صلى الله عليه وسلم في حجره حال الوحي. وفيها تزوج أم حبيبة، كانت مع زوجها عبد الله بن جحش مهاجرة في الحبشة فتنصر زوجها فمات، فزوجها النجاشي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولها حينئذ بضع وثلاثون سنة، وقيل: تزوجها سنة ست. وفيها كانت عمرة القضاء في ألفين ومائة فارس، وفي رجوعه منها تزوج ميمونة بنت الحارث، وبني بها في سرف، وكانت أخر امرأته.

[ثامنة] وفي الثامنة أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، قدموا المدينة في صفر. وفيها في ذي الحجة ولد إبراهيم رضي الله عنه ابنه، وأعطي مبشره عبدًا. وفيها تزوج فاطمة بنت الضحاك، فلما منها قالت: أعوذ يا محمد منك! فقال: الحقي بأهلك. وفيها اتخذ منبرًا، وقيل سنة سبع، وسرية مؤتة وسببه أنه صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير إلى ملك بصري بكتاب، فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني، فبعث إليهم زيد بن حارثة مع ثلاثة آلاف، فجمع شرحبيل أكثر من مائة ألف وقاتلوا قتالًا شديدًا، وفيه ورد: أخذ الراية زيد بن ثابت فأصيب، ثم أخذ جعفرًا - إلخ، وفيها سرية الخبط مع عبيدة بن الجراح في طلب عير قريشن ففنى زادهم فألقى البحر لهم دابة عنبر، فأكلوا منها نصف شهر. وفيها غزاة الفتح وسببه أنه أعانت أشراف بني نفاثة على خزاعة وهم أهل عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبيتهم بنو نفاثة، فلستنصر خزاعة النبي، فقال صلى الله عليه وسلم: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب! وذلك في شعبان على رأس اثنين وعشرين شهرًا من صلح الحديبية، فتجهز صلى الله عليه وسلم مخفيًا أمره، وحرض العرب فجاء أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع وسليم، فخرج العاشر رمضان في عشرة آلاف، وخرج العباس بن عبد المطلب بعياله مهاجرًا فلقيه صلى الله عليه وسلم بالجحفة وقد كان مقيمًا بمكة على سقايته برضاه، ولقيه أبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية ببعض الطريق فقال: لا حاجة لي بهما، فقد هتكا عرضي

<<  <  ج: ص:  >  >>