وشرطوا أن لا يهدموا اللات والطاغية مدة ولا يصلوا، فرده، فأمر عليهن عثمان ابن أبي العاص وأرجعهم، وبعث على عقبهم سفيان بن حرب والمغبرة لهدم الطاغية في الطائف. وفيها قدم كتاب ملوك حمير ورسولهم بإسلامهم. وفيها حج أبي بكر وعلي، ونقض العهود ببراءة، وجهاد المشركين كافة، ومنع طواف العريان، وكشف سرائر المنافقين، ورجم الزانية الغامدية، ولاعن عويمر بن الحارث. وتوفى النجاشي أصحمة في رجب وصلى عليه. وماتت أم كلثوم بنته زوجة عثمان. ومات ابن أبي المنافق سيد الخزرج في ذي القعدة، وألبسه قميصه رجاء أن يسلم به قومه، وكان كذلك فإن الخزرج لما رأوه يستشفي عند وفاته بثوبه أسلم ألف منهم. وهذه السنة سنة الوفود فإن العرب تربص بالإسلام أمر قريش، لأنهم غمام الناس وأهل بيت الله، فلما دانوا وفتح مكة وأسلم ثقيف عرفوا أنه لا طاقة بهم، ووفدت الوفود من كل وجه يدخلون في دين الله أفواجًا.
[عاشرة] وفي العاشرة بعث خالدًا على بني الحارث في ربيع الآخر، فأسلموا. وفيها وفد سلامان والأزد ووفد غسان وعامر ووفد زبيد، وفيهم عمرو بن معد يكرب فأسلم وارتد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ثم أسلم، ووفد عبد القيس والأشعث ووفد بني حنيفة، فيهم مسيلمة الكذاب ثم ارتد، ووفد بجيلة جرير بن عبد الله في مائة وخمسين من قومه، فأسلموا. وبعت جريرًا إلى ذي الخلصة ليهدمه. ووفد عامر بن صعصعة وفيهم عامر بن الطفيل، وارتد بان ربيعة وأرادوا المكر به صلى الله عليه وسلم، فهلوا. وفيها قصة الجام سرقه تميم وعدى وهما نصرانيان. وفيها حج حجة الوداع لخمس بقين من ذي القعدة. ج: ولم يحج بعد الهجرة سواها، وكان قد حج قبل النبوة وبعدها حجات لم يقف العلماء على عددها، واعتمر بعد الهجرة أربع عمر. سير: وفيها قدوم صمام بن ثعلبة، فأسلم قومه. وفيها أسر بنو طيء وفيهم بنت حاتم الجوادن وهرب أخوها إلى الشام،