وتسعين، وروي: كلهم في الجنة إلا واحدة، ولا مخالفة إذ المراد حينئذ الفرقة المخلدة في النار لزندقتهم، وبقية الفرق يشملهم الرحمة التي سبقت غضبه بل يشمل الرحمة أكثر نصارى الذين في أقاصي الروم بحيث لم يبلغهم الدعوة المحمدية أو بلغته لكن لا على صفته ومعجزاته ليتحرك داعية الطلب فيهم فهم معذورون مغفورون، قال: واعلم أن الآخرة قريب من الدنيا ولما كان أكثر أهل الدنيا في نعمة أو سلامة بحيث لايختار الأكثر الإماتة وإنما الذي يتمنى الموت نادر، فكذا المخلد في النار بالإضافة إلى الناجين والمخرجين نادر، فإن صفة الرحمة لايتغير باختلاف الأحوال، وإنما الدنيا والآخرة عبارة عن اختلاف أحوالك؛ قال: ومنهم من ضيق الرحمة الواسعة فقال: لا ينجو إلا من يؤمن ويوحد بالأدلة المذكورة في كلام المتأخرين من المتكلمين، وأنت تعلم أنه لم يكلف أحد في زمان النبوة ممن أسلم من بله الأعراب بذلك. سيد: لا يسمع بي أحد من هذه "الأمة"، عدى بالباء للحظ معنى الإخبار أي ما أخبر برسالتي أحد، ولام الأمة للاستغراق أو للعهد بإرادة أهل الكتاب فيدل على حال المشركين استدلالا، والأمة من جمع لهم جامع من دين أو زمان أو مكان أو غيره، ويطلق على كل من بعث إليه ويسمون أمة الدعوة، وعلى المؤمنين ويسمون أمة الإجابة، والمراد هنا الأول، قوله: ثم لم يؤمن، للاستبعاد أي يبعد أن يسمع بي بعد انتظاري ببعثتي ولا يؤمن بي. مغيث: لولا أن الكلاب "أمم" من الأمم لأمرت بقتلها، كل جنس من الحيوان أمة كالأسد والبقر والنمل والجراد والجن "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم" يريد أنها مثلنا في طلب الغذاء وابتغاء الذر، ولو أمر صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب على كل حال لأفنى أمة، وفيها منافع من حراثة وحفظ نعم وحرث وصيد، فلا ينبغي أن يفنى إلا ما ضر كالأسود فإنه أقل نفعًا وأسوءها حراسة، ولذا ورد: فإنه شيطان، أي شبيه به في الخبث، وأما أمره صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة بأسرها فلأنها مهبط الوحي والملائكة وهم لا يدخلون