ابن وهب، ونفق الحمار منصرفه من ججة الوداع، وبقيت البغلة إلى زمن معاوية. وبعث دحية إلى قيصر الروم، ملك إحدى وثلاثين سنة، وفي ملكه توفى صلى الله عليه وسلم. وبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى فمزق كتابه وقال: يكتب إلى هذا الكتاب وهو عبدي! وكتب إلى عامله على اليمن وهو بأذان أن أبعث إلى هذا الذي يتنبأ في الحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتيا به على، فبعثهما فقال: إن شاهنشاه بطلبك، فإن رحت أكتب كتابًا ينفعك ويكف عنك، وإلا فهو من قد علمت! فأجاب صلى الله عليه وسلم بالغد: إن ربي فتل ربكما ليلة كذا! فقالا هل تدري ما تقول فنخبر الملك به؟ قال: نعم، أخبراه وقولا له إن ديني وسلطاني ينتهي إلى منتهى الخف والحافر، وإن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، ثم أعطى أحدهما منطقة ذهب وفضة، فأخبرا بأذان به، فقال: والله ما هذا بكلام ملك وإني لأراه نبيًا ولننظرنه! فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه ابن كسرى: أما بعد فإني قد قتلت كسرى غضبًا لفارس لاستحلاله قتل أشرافهم، فانظر الذي كان كسرى كتب إليك فيه فلا تهجه حتى أكتب، فلما بلغه كتابه أسلم وأسلم الأبناء من فارس، روى أنه قتل كسرى سنة سبع لعاشر جمادي الأخرى ومات هو بعد ستة أشهر. وبعث عمرو بن أمية إلى النجاشي في رعاية جعفر وأصحابه، فكتب بالإسلام والإحسان إلى أصحابه، وبعث ابنه في ستين في سفينة فغرقت، ويدل هذا أنه النجاشي الذي كانت الهجرة إليه، وقيل غيره. وبعث شجاع بن وهب إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني فانتهى إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول بتهيئة الإنزال لقيصر، فقرأ الكتاب فرمى به وقال: من ينزع مني ملكه وأنا سائر إليه! حتى أمر بالخيول تنعل وكتب إلى قيصر بخبره وما عزم عليه، فكتب إليه قيصر أن لا تسر إليه واله عنه ووافني بإيليا، فدعاني فأمر لي بمائة ذهب، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: باد ملكه! ومات الحارث عام الفتح. وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي وان من الملوك العقلاء إلا أن التوفيق عزيز فقال: اجعل لي