من تابعه ولم ينتظروا عامة الصحابة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله منه ووقى. والفلتة كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر، وقيل: أراد بالفلتة الخلسة أي الإمامة مالت إلى توليها الأنفس ولذا كثر فيها التشاجر فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا، وقيل: الفلتة آخر ليلة من أشهر الحرم فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم فيسارع الموتور إلى درك الثأر فيكثر الفساد وتسفك الدماء، فشبه أيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأشهر الحرم ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر من ارتداد العرب وتخلف الأنصار عن الطاعة ومنع من منع الزكاة والجري على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها. ك: فلتة بفتح فاء وسكون لام، أي بايعوه فجأة من غير تدبر وتمت، فكذا لو بايعت بعد موت عمر فلانا - يعني رجلا من الأنصار - لتم أيضًا، قوله: أنا في منزله - أي منزل عبد الرحمن، وحجها - أي عمر، ولو رأيت - محذوف جوابه، أي لرأيت عجبا، أو هو للتمني، قوله: يريدون أن يغصبوهم - أي الذين يقصدون أمورا ليس ذلك وظيفتهم ولا لهم مرتبة ذلك فيريدون مباشرتها بالغصب، وروى: يغصبونهم ويضيعونها - مع نون لغية، وقلت: لسعد - ليستعد لإحضار فهمه وأنكر هو عليه لاستبعاده ذلك لتقرر الفرائض والسنن، فقال: ما سعيت أن يقول - أي ما رجوت وتوقعت، وإن طال - بكسر همزة، وأن يقول - بفتحها، قوله: إن كفرا بكم - يعني أنه شاك فيما كان في القرآن أي اللفظين كان فيه، وهو أيضًا من منسوخ التلاوة، وليس فيكم من تقطع أعناق الإبل - عن كثرة السير إليه، مثل أبي بكر - في الفضل والتقدم ولذا مضت بيعته فجأة ووقي شرها، ولا يطمع أحد في مثله ولا يبايع - بموحدة من المبايعة وبفوقية من المتابعة، أي لا يتابع المبايع ولا المبايع له أي لا الناصب ولا المنصوب، وذكرا ما تمالأ عليه القوم - أي اجتمعوا، وهو بالهمزة من التفاعل، ومزمل - بفتح ميم، أي ملفوف في الثوب، وكتيبة الإسلام - جيشه وأنصار الدين، ودفت دافة - بشدة فاء، أي أنتم غرباء أقبلتم من مكة إلينا، فإذا أنتم