لأربع عشرة ربيع الأول، وكان هجا المسلمين وبكى على قتلى بدر وحرض المشركين على القتال. وفيها تزوج عثمان أم كلثوم بنته صلى الله عليه وسلم، وأدخلت عليه في جمادي الآخرة. وفيها تزوج صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر في شعبان، وكانت تحت حبيش بن حذافة شهد بدرًا فتوفى في المدينة. وفيها تزوج زينب بنت خزيمة في رمضان فمكثت ثمانية أشهرًا فتوفيت. وفيها ولد الحسن بن علي في نصف رمضان. وفيها كانت غزاة احد لسابع شوال، وذلك أنهم لما رجعوا من البدر إلى مكة جمعوا ريح عير أبي سفيان وجهزوا به الجيش واستنصروا به الأعراب، فكتب العباس يخبره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجوا في ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة دارع ومائتا فرس وثلاثة آلاف بعير، كان الظعن خمسة عشرة، ونزلوا ذا الحليفة فأقاموا يوم الأربعاء والخميس، صلى النبي عليه وسلم العصر يوم الجمعة فعمم وليس لأمته وأظهر الدرع وحزم بمنطقة من أدم وتقلد السيف وألقى الترس في ظهره وركب فرسه وتقلد القوس وأخذ قناة بيده، وفي المسلمين مائة دارع، وبات بالسحين فصلى الصبح؛ وانخزل ابن أبي في ثلاثمائة وكان رأيه أن لا يخرج من المدينة، فقال: عصاني وأطاع الولدان، وجعل على جبل قناة خمسين رماة، وعلى ميمنته المشركين خالد بن الوليد، وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل، وأول من أنشب الحرب أبو عامر الراهب في خمسين؛ فشد المسلمون فانهزم المشركون ونساؤهم يدعون بالويل وتبعهم المسلمون، فلما رأى الرماة النصرة والانتهاب تجاوزوا وعصوا ما أمروا به، فانقلب الأمر وانهزموا، وبقي معه صلى الله عليه وسلم أربعة عشر، فأصيب رباعيته، وطعن صلى الله عليه وسلم بحربة أبي بن خلف فخر صريعًا، وقتل الوحشي حمزة رضي الله عنه، وقتل ثابت بن الدحداح ومصعب بن عمير وغيرهم، وجميع من قتل سبعون من المهاجرين والأنصار، وقتل من المشركين اثنان وعشرون. وروى أن معاوية أمر يجري الأنهار في الأحد، فجرت على قبور