وأخذ العلم ممن هو دونه في نسب أو سن أو غيره؛ وعن الأصمعي: من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدًا، وليصبر على جفاء شيخه فهو كأبيه، ولا يضيع وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة - والله أعلم بالصواب والسداد وبه التوفيق للرشاد.
* * *
تم بحمد الله وتيسيره الثلث الأخير من "مجمع بحار الأنوار، في غرائبالتنزيل ولطائف الأخبار" في الليلة الثانية عشرة من شهر السرور والبهجة مظهر منبع الأنوار والرحمة شهر ربيع الأول، فإنه شهر أمرنا بإظهار الحبور فيه كل عام، فلا نكدره باسم الوفاة، فإنه يشبه تجديد المأتم وقد نصوا على كراهيته كل عام في سيدنا الحسين مع أنه ليس له أصل في أمهات البلاد الإسلامية، وقد تحاشوا عن اسمه في أعراس الأولياء فكيف في سيد الأصفياء! والمرجو من إخوان الصفاء من أهل الوفاء أن يدعوا لمن عانى كده فيه برهة من الزمان إن اطلع حينًا على ما يعجبه أو يلائم مرامه، وأن يعذروه إذا اطلع على ما زلت فيه القدم، أو طغى به القلم، فإنه كان جامد القريحة، وفاقد البصيرة، بحيث لايدري أرضه من سمائه بصولة ولاة السوء وأعوانها على الأعزة والأخوان، ومدهوش القلب وعديم الفطنة بكنبات أعداء العلم وسُفاك خدامه من الأخلة والخلان، كيف وقد حبسوا في زوايا الخمول وخبايا البيوت والدور، ولم يفترشوا فراش الأمن والسرور، ولم يترحم لهم أحد ممن قدر بإزالة هذه البلية كأنهم ليسوا من أهل هذه الملة، كفى الله ما أهمهم وعصمهم شرهم وجزى من يؤذي المسلمين جزاء وفاقا! فنه لا كافي غيره ولا إله إلا هو، وهو حسبي ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير، وهو ربي لا أشرك به شيئًا، والحمد لله أولا وآخرًا، والصلاة على سيد رسله محمد وأصحابه وآله أجمعين،