فيه الحرف والصناعات، فدنياك ما لك فيه لذة في العاجل وهي مذمومة، وليست وسائل العبادات من الدنيا كأكل الخبز مثلًا للتقوى عليها، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: الدنيا مزرعة الآخرة، وبقوله: الدنيا ملعونة. غير:"الدنيا" سجن المؤمن، لأنه ممنوع من شهواتها المحرمة والمكروهةن مكلفة بالطاعات الشاقة، فإذا مات استراح بالنعيم المقيم، والكافر لذاته الفانية المنغصة جنة بالنسبة إلى ما له في الآخرة من العذاب الدائم. ز: وأما اللذات الحقيقية بالتقرب بحقائق الصفات وتجليات الذات والمشاهدات والمكاشفات في الطاعات فهي وإن كانت اللذات الحسية بالنسبة إليها كالعدم لكن لا يحظى منها إلا من تجرد عن العلائق البشرية وكدوراته النفسانية وقليل ما هم، مع أنه لا يمكن ذلك في هذه الدار إلا الأفراد في بعض الأحيان. ش ح: ما "الدنيا" في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بماذا يرجع، هو بمثناة فوق والضمير للإصبع، أو تحت وضميره لأحد، أي لا يعلق بها كثير شيء من الماء، يعني ما الدنيا بالنسبة إلى الآخرة في قصر مدتها وفناء لذاتها ودوام الآخرة ولذاتها إلا كنسبة ما يتعلق بالإصبع إلى باقي البحر. سيد: و"دنوت" من الله دنوا ما دنوت منه قط، وذلك لأنه أتى جبرئيل من عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحضرة. ط: و"أدنى" صديقه - أي قربه إلى نفسه للمؤانسة - وأقصى أباه، أي أبعده ولم يستأنس به، والمذموم المعدود من أشراط الساعة هو الجمع بينهما، فإن إدناء الصديق بدونه محمود. وح سوق الجنة: وما فيهم "دنيء"، تتميم لما يتوهم الدناءة من قوله: ويجلس أدناهم،