فتور وداوم وتفكر في معانيها والعمل بمقتضاها، لم يكتب من الغافين أي ممن تلهيهم تجارة أو بيع، ولا شك أن للقرآن فضلًا باعتبار وقت وأعلاه أن يكون في الصلاة سيما في الليل - ويتم في قنطر. ش ح في فضل القرآن: و"قام"- يريد قيام الليل بدليل فيرقد، والأولى أنه يريد العمل بمقتضاه، أو قراءته وترتيله وتجويده وتعليمه مطلقًا، وبالجملة الاشتغال به لفظًا ومعنى وعلمًا، ومعنى يرقد يغفل عنه ولا يشتغل به على الوجه المذكور. سيد: من تعلم فقرأ و"قام" به قيل، أي داوم على قراءته. وح:"قام" بآية "أن تعذبهم" حتى أصبح، أي أخذ بقراءتها من لدن قيامه حتى أصبح متفكرًا في معانيها مرة بعد أخرى لما فيه من قدرة كاملة وعزة قاهرة وحكمة بالغة، يتصرف في ملكه كيف يشاء. لا يمنعه من مغفرة من يستحق العذاب بالكفر العناد لحكمته وعزتهن ولا من عذاب عباده لأنه متصرف في ملكه. ز: ولا يبعد أن يكون داعيًا متضرعًا متخشعًا في طلب المغفرة لأمته راجيًا استجابته ملحًا فيه حتى استجيب حين أصبح، أو متفكرًا في أسرار القدر والقضاء في تعذيب بعض ومغفرة آخرين مع أنه لم يسبق لهذا في الأزل صدق عمل ولا إخلاص ولم يصدر من أخر فيه موجب شقوة ولا شقاق مستكشفًا في معاني الحكمة الباهرة في نحو ذلك حتى كوشف به لدى الصباح. مغيث: عن عائشة: فما بال صلى الله عليه وسلم "قائمًا" قط، أي بحضورها. سيد: فإن تسوية الصفوف من "إقامة" الصلاة، أي المأمور بها بقوله "ويقيمون الصلاة". وح: إنما "تقومون" لمن معها من الملائكة، أي ملائكة الرحمة أو العذاب، اختلف في علل القيام فعلل تارة بالفزع، وأخرى كرامة الملائكة، وأخرى كراهة رفع جنازة اليهودي على رأسه، وأخرى لم يعتبر شيئًا وذا لاختلاف المقامات. ش ح: أعوذ بك من جار السوء في دار "المقامة" -أي الإقامة فهو بضم ميم، فإن جار البادية يتحول - إشارة إلى أحقية الاستعاذة منه من جار البادية. ط: كانوا إذا رأوه "لم يقوموا" له، من كراهته لذلك، وذلك للمحبة الاتحاد الموجب لرفع الحشمة التكلف. ش: