للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقاتل حتى قتل، وظاهره أنه قاتل للجنة، والشريعة طافحة بأن الأعمال للجنة أعمال صحيحة غير معلولة، لأن الله ذكر الجنة ترغيبًا، ومحال أن يرغبهم للعمل للثواب ويكون العمل معلولا، ويمكن الجمع بأن هذا الحديث لا يدل على حصر القتال في سبيله فيما يكون للإعلاء، ولو سلم فيلحق به ما يكون في معناه وهو القتال للثواب، المهلب: إذا كان أصل النية الإعلاء ثم دخل حب الظهور والغنيمة لا يضر، وقال العلماء: إذا اجتمع قصد الإعلاء مع غيره فإن غلب قصد الدنيا أو ساواه بطل العمل، وإن غلب قصد الإعلاء فكذا عند المحاسبي، والجمهور على حصول الثواب في هذه الصور لكنه أنقص من ثواب المخلص. ز: أقول: يمكن أن يقال: ليس ما يدل على أن الموجب لدخول الجنة هو الجهاد للإعلاء بل الجهاد لدخولها أيضًا موجب لها لكنه للإعلاء أعلى رتبة، فإنه يوجب للرضاء والرضوان، فلا يعارضه ح ذلك القائل- والله أعلم. سيد: أشركنا في دعائك، فقال "كلمة" ما يسرني أن لي بها الدنيا، باء بها للبدلية، وأراد بالكلمة ما سبق أو غيره، ولم يصرح به توقيا عن التفاخر. حا: وأن "تكلم" أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، قيل أي وكلم أخاك تكليمًا، فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى الفاعل أي تكليمك أخاك، ثم وضع الفعل موضع المصدر، وهو معطوف على النهي، وهو تكلف. حا: وجهك فاعل منبسط. ن: والله أعلم من "يكلم" في سبيل الله، معترضة لتفخيم من يكلم في سبيل الله، أو نفي للرياء والسمعة، قوله: من قاتل ليكون كلمة الله العليا، وإن كان ظاهره يختص بقتال الكفار لكنه يدخل فيه قتال البغاة والقطاع. وفي الفتح: إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم، يعرف به أنه لا يختص بالشهيد بل تحصل هذه الفضيلة لكل من جرح، ويحتمل أن يراد من يموت بهذا الجرح، والظاهر أنه من يموت وجرحه يسيل. تو: واستحللتم فروجهن "بكلمة" الله، أي بقوله "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" أو بإباحة الله المنزل في كتابه- ومر في أمان. ش م: ثلاثة لا "يكلمهم" الله، أي بكلام أهل الخير وبإظهار الرضا

<<  <  ج: ص:  >  >>