قوله:"حدا" أي ذنباً يوجب الحد، والعفو كناية عن التوبة، وفيه حث على الستر والتوبة، فإنه أحرى وأولى من الإظهار، وفي ح الشفاعة:"فيحد لي حداً" يريد أنه يبين لي في كل طور من أطوار الشفاعة مثل شفعتك فيمن أخل بالجماعات، ثم فيمن أخل بالجمعة، ثم فيمن أخل بالصوات، ثم فيمن شرب الخمر، ثم في الزنا، فإن قيل: دل أول الحديث على أن المستشفعين هم الذين حبسوا في الموقف، وطلبوا أن يخلصهم من كرب الحبس، ودل قوله: فأخرجهم من النار، على انهم من الداخلين فيها، قلت: لعل المؤمنين صاروا فرقتين فرقة سير بهم إلى النار، وفرقة حبسوا في المحشر فخلصهم مما هم فيه، ثم شرع في شفاعة الداخلين، أو يراد بالنار الحبس والكربة والشدة من دنو الشمس، قوله: أنا لها يقابل قولهم: لست لها. ك:"يحد لي حداً" أي يعين قوماً مخصوصين إما بتعيين ذاتهم، أو بيان صفاتهم، فإن قيل: أول الحديث يدل على أن هذه الشفاعة لخلاص جميع أهل الموقف عن أهواله وآخره يدل على أنها للتخليص من النار، قلت: هذه شفاعات متعددة فالأولى مستفاد من: يؤذن لي عليه. نه: أن "تحد" على ميت أكثر من ثلاث. أحدت المرأة على زوجها فهي محد، وحدت تحد وتحد فهي حاد، إذا حزنت عليه، ولبست ثياب الحزن، وتركت الزينة. ن: وأنكر الأصمعي الثلاثي، وفيه دلالة لجواز الإحداد على غير الزوج ثلاثة أيام. و"حديد" البصر نافذه. ورجل "حديد" أي ذو قوة وصلابة، ويغضب لانتهاك الحرمات والتقصير في ضيفه. نه "الحدة" تعتري خيار أمتي، الحدة كالنشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها، مأخوذ من حد السيف، وأراد بها هنا المضاء في الدين والصلابة والقصد إلى الخير. ومنه ح: خيار أمتي "أحداؤها" جمع حديد كشديد وأشداء. وفي ح عمر: كنت أداري من أبي بكر بعض "الحد" الحد والحدة سورة من الغضب، يقال: حد يحد حداً وحدة إذا غضب، ويروي بجيم من الجد ضد الهزل، ويجوز الفتح من الحظ. وفيه: عشر من السنة "الاستحداد"