شهرًا فإذا حجوا سنة في ذي الحجة حجوا في الآتية المحرم وهكذا حتى ينتهي الدور إلى ذي الحجة، وربما زادوا في السنة شهرًا أو شهرين وكانت حجة النبي صلى الله عليه وسلم وافق ذا الحجة، وكان حجة أبي بكر في ذي القعدة. ن: كانوا يتمسكون بملة إبراهيم في تحريم أشهر الحرم وكان يشق عليهم تأخير القتال ثلاثة أشهر فإذا احتاجوا إلى قتال أخروا المحرم إلى ما بعده ثم يؤخرونه في سنة أخرى حتى اختلط الأمر فصادفت حجة النبي صلى الله عليه وسلم تحريمهم قد طابق الشرع. نه: وفيه لقد "داورت" بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا. هو فاعلت من دار بالشيء إذا طاف حوله، ويروي: راودت. وفيه: فيجعل "الدائرة" عليهم، أي الدولة بالغلبة. وفيه: مثل الجليس الصالح مثل "الداري" هو بتشديد الياء العطار منسوب إلى دارين موضع في البحر يؤتي منه بالطيب. ومنه ح عليّ: كأنه قلع "داري" أي شراع منسوب إلى هذا الموضع. ط:"تدور" رحى الإسلام لخمس أو لست أو لسبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم سبعين، قلت: أمما مضى أو مما بقى؟ قال: مما مضى، دورانها كناية عن حرب تتلف النفس كطحن الحب، وقيل: عن استقامة أمر الإسلام متبعدًا عن أحداث الظلمة فإن كمال الرحى مادامت دائرة، أشار بالسنين الثلاث إلى فتنة مقتل عثمان سنة خمس وثلاثين، وحرب الجمل سنة ست وثلاثين، وصفين سنة سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيلهم سبيل القرون السالفة الهالكة، وإن يقم لهم دينهم أي ملكهم، كذا قال الخطابي، قال: يشبه أن يكون أراد به ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس وكان بين استقرار الملك لهم إلى أن ظهر دعاة الدولة العباسية بخراسان نحو من سبعين سنة، ويرحم الله الخطابي فإنه لو تأمل علم أنه إنما أراد استقامة أمر الأمة في طاعة الولاة وإقامة الحدود وجعل المبدأ في أول زمان الهجرة وأخبر أنهم يلبثون على ما هم عليه خمسًا وثلاثين أو ستًا أو سبعًا ثم يفترق كلمتهم، فن هلكوا أي اقترفوا المعاصي واختلفوا فسبيل من هلك أي سبيلهم سبيل من مضى من الأمم الزائغة عن الحق، وإن عاد أمرهم إلى ما كان من الطاعة