وعيد للردع نحو لا إيمان لمن لا أمانة له، وقيل: لا يزني وهو كامل الإيمان. ومنه: إذا زنى خرج منه "الإيمان" فكل مجاز ونفي كمال. وفيه: أعتقها فإنها "مؤمنة" إنما حكم بإيمانها بمجرد إشارتها إلى السماء في جواب أين الله، وإشارتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جواب من أنا، وهذا القدر لا يكفي فيه بدون الإقرار بالشهادتين، والتبري عن سائر الأديان لما رأى منها من أمارة الإسلام، وكونها بين المسلمين وتحت رقتهم. وفيه: ما من نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله "أمن" عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا، أي أمنوا عند معاينة ما أوتوا من الآيات والمعجزات، وأراد بالوحي إعجاز القرآن خص به فإنه ليس شيء من كتب الله معجزاً إلا القرآن. ك:"أمن" عليه الشبر أو "أومن" شك من الراوي، مجهول أو معروف، أمن عليه أي مغلوباً عليه ففيه تضمين وإلا فتعديته بالباء أو اللام، يعني كل نبي أعطى من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء فأمن به البشر، وأما معجزتي العظمى فالقرآن الذي لم يعطه أحد، فلذا أنا أكثرهم تبعاً، أو المعنى أن الذي أتيته لا يتطرق إليه تخييل بسحر وشبهه كما تخيل في قلب العصا ونحوه فيحتاج في تمييزه من السحر إلى النظر، وقد يخطئ الناظر فيظنهما سواء. ط:"من الأنبياء" بيانية، وما في "ما مثله" موصولة مفعول ثان لأعطى، ومثله مبتدأ، وأمن خبره، والجملة صلة، والعائد ضمير عليه وهو حال، أي مغلوباً عليه في التحدي، والآيات المعجزات، والمثل كما في "بسورة من مثله" أي مما هو على صفته في علو الطبقة، يعني ليس نبي إلا قد أعطى من المعجزات: شيء صفته أنه إذا شوهد اضطر إلى الإيمان به يعني اختص كل نبي بمعجزة تلائم زمانه فإذا انقطع زمانه انقطعت كقلب العصا زمان غلبة السحر، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه زمان غلبة الطب، وإنما كان الذي أوتيت أي معظم ما أوتيت وأفيده وحياً إذ كان له سواه من المعجزات ما لا يحصى. "وحيا" أي قرآناً أعجز فصحاء تباهوا