والبرقوق، وغيرها. ثم كتب البرتغاليون، في المغرب، البرتغالية بحروف عربية، وتبادلوا رسائلها مع العرب.
وفي الأدب: تأثر البرتغاليون بما كان من أصل هندي كقصص برلعام وكليلة ودمنة، وقد ترجموهما إلى البرتغالية، وبألف ليلة وليلة التي طبعوها مراراً. واشتمل قصصهم على العديد من أساطير أهل المغرب الذين ألقاهم السحر في قاع الآبار والأغوار، فراحوا يرقبون النجاة على أيدى فرسانهم. وتناولت الأغاني البرتغالية تدله البرتغاليين بنساء العرب، وأهل المغرب بالأميرات البرتغاليات، ومن أروعها أسطورة خطف ابن محفوظ ملك المغرب الأميرة برانكا بنت الملك ألفونسو الثالث، التي نظمها الشاعر المايدا جاريث في ملحمة، وألف منها خوسه دي شربا بينانتل مسرحية بعنوان المنصور بن عفان، وصاغها الفريد كايل وسيزار فريالي أوبرا. واستعان الأب خيل برت بمحمد العريف في ترجمة تاريخ أمراء الأندلس لأحمد الرازي القرطبي المشهور، ثم نقل الترجمة الأسقف رودريك الطليطلي إلى الإسبانية وضمت من بعد إلى تاريخ إسبانيا العام لألفونسو الحكيم.
وأفاد البرتغاليون من علوم العرب في: الرياضيات والفلك والخرائط والجغرافيا - وكان أبو الحسن قد وضع الاسطرلاب وخرائط الجزيرة الأيبرية فنقلها علماء قطالونيا إلى البرتغال - وبناء السفن فاستدعى الأمير هنري خبراء العرب بعلم البحار، واصطنع طرازاً من سفنهم في اكتشافاته، وحقق رحلة ماركو بولو على رحلة ابن بطوطة، واستعان فاسكو دي جاما بابن ماجد لهديه في مجاهل المحيط الهندي، فنسب بعض المؤرخين اكتشاف طريق الهند إلى البرتغال والعرب.
وظل لأهل المغرب في أحيائهم بالبرتغال فقهاء وعلماء يعلمون أصول الإسلام ويجادلون النصارى فيها، وقد تضمن الكتاب الإمبراطوري من ذلك الجدل كثيرة في صحة الأديان ولا سيما أديان موسى وعيسى ومحمد. وأنشأ الملك دينيس (١٢٧٩ - ١٣٢٥) جامعة لشبونه (١٢٩٠) وأمر بترجمة الكتب الأسبانية واللاتينية والعربية إلى البرتغالية وكلف المهندس محمد العريف تحويل جامع مترولا إلى كنيسة، وترميم قصر الأندورال فطبعه بالطراز العربي زخارف ونوافذ وكتابات، وشيد الملك نفسه برج المراقبة في قصر باجه فجعل إحدى قبابه قوطية عربية على غرار قباب