مراراً) فعكف على التأليف، ثم استدعاه دوق أنجو (١٢٧٢) لتنظيم جامعة نابولى ولكنه ما لبث أن انقطع عن التدريس (١٢٧٣) وفيما كان قاصداً ليون لحضور مجمعها وافاه أجله (١٢٧٤) وقد عدت الكنيسة ٢١٩ قضية من قضاياه الفلسفية خروجا على الدين (١٢٧٧) ثم أعلنت قداسته (١٣٢٣) فأضحى أكبر فلاسفتها وما زالت فلسفته أساس الدراسات اللاهوتية الكاثوليكية حتى اليوم.
آثاره: خلاصة المذهب الكاثوليكي ضد الوثنيين، في أربعة مجلدات (١٢٦٧ - ٧٣) وتفاسير لما بعد الطبيعة، ووحدة العقل، وأزلية العالم، ومجموعة الردود على الخوارج. وقد طبع من مصنفاته عشرة آلاف صفحة من القطع الكبير اعترف فيها صراحة باقتباسه عن ابن سينا، والغزالى، وابن رشد، وإسحق الإسرائيلي، وابن جبيرول، وابن ميمون - ونقل بعضها إلى العربية اللبنانيون: يوحنا فهد، والمطران نعمة الله أبو كرم، والمطران بولس عواد ناقل الخلاصة اللاهوتية (بيروت ١٨٨٧ - ١٩٠٨).
[بونا فنتورا (١٢٢١ - ١٢٧٤) Bonaventura]
ولد في بانياريا من أعمال توسكانا. وانخرط في سلك الرهبنة الفرنسسيكانية، وأصبح رئيساً عاماً لها ثم كردينالا، ومندوباً للبابا في مجمع ليون، وقد قرأ الترجمات العربية للفلسفة وصنف فيها كتباً نفيسة عد بها من كبار الفلاسفة وأئمة الكنيسة.
[البر الكبير (١٢٠٦ - ١٢٨٠) Albert le Grand]
من أسرة ألمانية شريفة. دومينيكي الرهبانية، تلقي العلم في جامعة بادوي، ودير كلوني، وستراسبورج، وباريس حيث تخرج من جامعتها، وطار له صيت بتدريس الفلسفة واللاهوت فيها وعد كبير الأساتذة الدومينيكيين، وعليه أخذ توما الاكويني - وقد قيل لولا ألبرلما وجد توما - فاستدعاه رئيس أساقفة ألمانيا وسامه أسقفاً على ريجنز برج (١٢٦٠) ثم ترك منصبه ليتوفر على دراسة كنوز الثقافة الوثنية والعربية واليهودية والمسيحية فأدهش معاصريه بسعة علمه ولقبوه دكتوراً عاماً. ثم سافر في بحر الشمال، وزار مختبرات التجارب، وكتب عنها وصنف