في الرياضيات والطبيعة وكتاباً في الحيل والهوائيات والمدايا، وصاغ عدداً من القوانين لقياس الأبعاد، واخترع آلة بخارية كانت آخر مخترعات ذلك العصر وأعظمها. وطوف بلوتارك اليوناني (٤٦ - ١٢٦) في الشرق الأدنى، ومن مصنفاته رسالة عن العبادات الرومانية والمصرية، وكتاب العظماء. واتخذ إبيان اليوناني الإسكندري روما موطناً له وألف تاريخ رومة (١٦٠)، وحاول فيلون الفيلسوف الإسكندرى اليهودي (المولود عام ٢٠ ق. م) التوفيق بين فيثاغورس - الذي نشر فلسفته في الإسكندرية أخيطاس - وأفلاطون والتوراة فهد السبيل إلى طبع الفلسفة بالطابع اليهودي فالنصراني فالإسلامي فالنصراني، إذ أبدع كليمان (المتوفى ٢٢٠) فلسفة مسيحية جديدة من الأفلاطونية الحديثة، وحذا حذوه تلميذه وخليفته أوريجين (١٨٥ - ٢٥٤) وزاد عليه مبالغته في تفسير التوراة التي استعان بالعلماء على ترجمتها من العبرية إلى اليونانية، وقد استدعته أم الإمبراطور الكسندر سفيروس إلى رومة ليفسر للناس أصول النصرانية. ثم أخلت الفيثاغورية مكانها للأفلاطونية الحديثة ومن أئمتها أفلوطين (٢٠٥ - ٢٧٠) وهو قبطي من أسيوط قضى في مدرسة الإسكندرية عشر سنوات، ثم طلب المزيد من العلم في فارس وأنطاكية، وأنشأ مدرسة في رومة (٢٤٥) وأشهر مؤلفاته: التساعيات، في ستة مجلدات، ينقسم كل منها إلى تسع مجلدات، وقد رتبها تلميذه بورفيريوس الصوري ونشرها بعنوان: الإنياذات، أي التساعيات. ومن علماء الكنيسة المصرية: داريوس الإسكندرى (المتوفى ٣٣٦) منكر ألوهية المسيح (٣١٨) وأنطونيوس الكبير الناسك (٢٥١ - ٣٥٦) وباخوميوس (٢٩٢ - ٣٦٢) مؤسس الرهبانية ذات الأثر البالغ في النصرانية الأوربية ومن أخذ عنها.
[٣ - فينيقيا]
وهاجر الفينيقيون من شاطئ بابل الشرق (حوالي ٣٣٠٠ ق. م) إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وأنشأوا من مصب نهر العاصي حتى جبل الكرمل إمارات أشهرها: إرواد، واللاذقية، وطرابلس، وجبيل، وبيروت، وصيدا، وصور،