عنيت باللغات الشرقية كليات اللاهوت في الجامعات الكاثوليكية: في كراكوفيا، وفيلنو، منذ القرن الثامن عشر. ثم في فرسوفيا، ولفوف، وبولوك من مطلع القرن التاسع عشر. كما درسها البروتستانتيون بمعاهدهم في برسلاو، وجدانسك، وتشتين.
وقد بذلت مساع لإنشاء مدرسة شرقية في فرسوفيا، ثم مدرسة شرقية ومطبعة أرمنية في ماريامبول، وكلف مترجم بسفارة بولونيا تعليم بعض الطلبة اللغات الشرقية فلم تؤت تلك المساعي ثمراً، فأنشأت بولونيا مدرسة اللغات الشرقية باستانبول (١٧٦٦ - ١٧٩٣) لتخريج مترجمين، على غرار فتيان اللغات الفرنسيين، وعلماء بالتراث الإسلامي، فوفقت في بعض المترجمين فحسب على الرغم من إصلاح أمرها في عامي ١٧٨٢، ١٧٩٠.
وفي سبيل إنشاء مركز للدراسات الشرقية في بولونيا سخت الحكومة بالمنح على البعثات إلى الشرق: فقصد سيكوفسكي تركيا وسوريا ولبنان ومصر، وزوكوفسكي القرم، وتعلم في جامعات روسيا: خوزدقو، وسبيتزناجيل، وموخلنسكي، وزابا، وفييرنيكوفسكي. وفي برلين: كازيميرسكي. وفي باريس: ميشيل بوبر وفسكي. إلا أن احتلال بولونيا حال بينهم وبين العودة إليها فاستقروا في مواطنهم الجديدة حيث عملوا بالتعليم والتحقيق والترجمة والتصنيف.
وفي مطلع القرن العشرين أنشأ جان كرزيجوزفسكي مركز الدراسات الشرقية في فرسوفيا Hiacynthaeum ودعا إلى نشر التقويم الشرقي. وبعد أن تلتي تاده كوفالسكي العلم في جامعة فيينا، ونال الدكتوراه من جامعة كراكوفيا، سمى أستاذاً لفقه اللغات الشرقية فيها (١٩١٩ - ١٩٤٢) فعد إمام المستشرقين البولونيين. وقد كتب مقالاً في مجلة العلم البولوني وضع به أسس الدراسات الشرقية في جامعات بولونيا.