دافلينو على المسلمين (١٠٥٧) وأطمع النصر الكونت روجه بن تانكرد دي هوفيل فحمل على مسينا وفتحها (١٠٦٠) ثم سقطت بالرمو (١٠٧١) وسرقوسه (١٠٨٥)، ومالطه (١٠٩٠)، والصقليتان، ما خلا بضعة مراكز (١٠٩١) فهاجرت الطبقة المثقفة إلى شمالي أفريقيا ومصر وخضع غيرها للنورمان. ولم يقف الأمر عند ضياع صقلية فقد أدى انقسام المسلمين في شمالي أفريقيا إلى الاستعانة بروجه صاحب صقلية وبخلفائه فبسطوا حمايتهم على الكثير من شمالي أفريقيا حتى عام (١٥١٠) ثم خلفهم الإسبان والأتراك إلى سنة ١٩١١، ثم حل الفرنسيون محلهم في الجزائر (١٨٣٠) وفي تونس (١٨٨١) وفي مراكش (١٩٠١) والإيطاليون في طرابلس الغرب (١٩١١ - ١٩١٢) ثم جلوا عنها.
[١٠ - الحملات الصليبية]
وللحملات الصليبية دوافع متعددة لأغراض منوعة، فقد أصبحت القدس منذ أن شيدت فيها هيلانه أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة القيامة (القرن الرابع) مزاراً اللمسيحيين، ثم جمعت بينهم وبين المسلمين بعد استيلائهم عليها (٦٣٨) فأبى الخليفة عمر أن يصلي في تلك الكنيسة، وعهده لأهلها مشهور. ثم تبادل
العباسيون والفرنسيون السفارات والهدايا (٧٩٧ - ٨٠٦) ووافق هارون الرشيد على جعل حماية القدس في يد شارلمان (٨٠٧) فأرسل أحد بطاركتها مفاتيحها إليه (٨٠٧) حتى ألغي الحاكم بأمر الله الفاطمي تلك الحماية ودمر كنيسة القيامة (١٠٠٩) فهب المسلمون يعاونون على إعادة بنائها، ويأذنون التجار مالي بتشييد مستوصف لمرضى الحجاج والفقراء داخل أسوار القدس (١٠٤٨) وقد أسس مستوصف فيها على غراره فرسان القديس يوحنا (١٠٧٠) ولما عمدت دولة السلاجقة السنية إلى توسيع رقعتها على حساب الدولتين: الفاطمية الشيعية والبيزنطية المسيحية وبلغت القدس (١٠٧٠) آذت الحجاج واضطرتهم إلى الحج في قوافل، ثم انتصرت على بيزنطية في وقعة منزكرت (١٠٧١) وهددت القسطنطينية فاستنجد إمبراطورها الكسيوس الأول كومنينوس (١٠٨١ - ١١١٨) بالبابا أربانيوس الثاني (١٠٨٨ - ١٠٩٩) فخطر له توحيد الكنيسة بعد انشقاقها (١٠٥٤) وطمع نبلاء أوربا في