أسير، ورد عود الصليب الذي كان صلاح الدين قد احتفظ به، عندئذ رجع فيليب وظل رتشارد، ولما أبطأ صلاح الدين عن الفدية شهراً أمر رتشارد بالحامية وعددها ٢٧٠٠ فقتلت، وامتلك يافا وهم بالقدس فانقسم عليه الفرنسيون خوفا منه على عرشها، فاقترح زواج أخته من الملك العادل أخي صلاح الدين وإهدائهما القدس، وأنعم على الملك الكامل بن الملك العادل برتبة الفروسية (١١٩٢) ثم عقد صلح الرملة على أن يكون الساحل للاتين والداخل للمسلمين وألا يتعرض أحد للحجاج في القدس (١١٩٢).
الحملة الرابعة (١٢٠٢ - ١٢٠٤) أعدها بودوين التاسع كونت الفلاندر فصرفه أهل البندقية - وكانوا قد عقدوا حلفاً سرياً مع مصر- عنها إلى فتح زارا؛ حتى إذا استغاث إمبراطور القسطنطينية ببودوين على أخيه الذي خلعه عن العرش واحتل البنادقة القسطنطينية، وتقاسموا ثروتها وكنوز كنائسها (١٢٠٣) انصرف إليها.
وتمت حملة فتيان (١٢١١ - ١٢١٩) جرمانية وفرنسية لم تبلغ الشرق، قضي معظم الأولى من الجوع وفتك الذئاب وسرق اللصوص قبل بلوغهم جنوى. وألقت السفن المقلة للثانية مرساتها، بأمر فردريك الثاني، في ثغور تونس ومصر، حيث بيع فتيانها في أسواق الرقيق.
الحملة الخامسة (١٢١٩ - ١٢٢١) بقيادة جان دي بريان ملك القدس وأندريا الثاني ملك المجر (هنغاريا) فوجهتها جمهوريات إيطاليا وجهة مصر تيسيراً لتجارتها في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وبعد فتح دمياط، اقترح عليها السلطان الكامل الجلاء عن مصر لقاء إرجاع المملكة الصليبية إلى معظم ما كانت عليه قبل أبيه صلاح الدين، فرفضت وراحت تتوغل في أراضي الدلتا حتى أجلاها عنها الفيضان. وحنث فردريك الثاني بيمينه في الانضمام إليها فعقدت معاهدة مع الملك الكامل ورجعت من حيث أتت.
الحملة السادسة (١٢٢٨ - ١٢٢٩) تولى أمرها فردريك الثاني، وكان قد نذر على نفسه حملة صليبية (١٢١٥) ثم شغل عنها فحرم لتسويفه. ولما لم يلق معونة من فرنجة فلسطين عقد مع السلطان الكامل معاهدة (١٢٢٩) نزل بها السلطان