والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث باشره فنسنك وأنجزه لفيف من المستشرقين (ليدن ١٩٢٧ - ٣٢ و ٣٩ - ٥٥ و ١٩٥٧).
[٦ - المستشرقون]
لم نقف على كبير أثر في اللغة العربية الأول من عثرنا عليهم من المستشرقين الهولنديين، بيد أنهم كانوا من الذين مهدوا إلى العناية بها، ولولا جهودهم فيها لما قدر لمن خلفهم أن يخلف من الآثار النفيسة ما خلف. وأول انتعاش للعربية كان في جامعة ليدن على يد راهب هولندي بعثها من سبات لها قديم هو الأب فيسل (١٤٢٠ - ١٤٨٩) P. J. Wessel الذي عني بعلوم العرب، واشتقاق الإنجيل من التوراة. أما الذي اختط طرقاً لتعليم العربية الصحيحة المنظمة، غير العربية العامية التي كان يعرفها التجار فهو:
[رافلنج (١٥٣٩ - ١٥٩٧) Rapheleng. F.]
ولد في لنوي على تسعة أميال من ليل. وبدأ حياته تاجراً في ألمانيا، ثم اشترك مع حموه في مطبعته بليدن (١٥٦٥) وطبع فيها الكتاب المقدس (١٥٦٩ - ٧٣) وجعل حروفها على غرار حروف مطبعة مديتشيا الشهيرة، فجاءت أقل منها رونقاً. وقد طبع فيها الحروف الأبجدية، والمزمور الخمسين تجربة لها فكان أول كتاب عربي يطبع في هولندا (١٥٩٥) وأخذ يدرس اليونانية واللغات القديمة. ثم قام برحلات علمية إلى فرنسا وانجلترا. وكان قد سبقه إليها ريح من الشهرة فعين أستاذاً لليونانية في جامعة كمبريدج. إلا أنه ما لبث أن عاد إلى ليدن، فأخذ مبادئ العربية والعبرية على أساتذة جامعتها، وعلمها فيها، وصنف أجرومية عبرية، ومعجماً عربياً كبيراً كان قد شعر بحاجة إليه، ولم يكن هناك معجم الترجمة فنشره ابنه بعد موته بست عشرة سنة (١٦١٣، ثم تكرر طبعه ثلاث عشرة طبعة).
[سكاليجر (١٥٤٠ - ١٦٠٩). Scaliger, J.J.]
ولد في أجن، واستدعاه بوستل، فيمن استدعى، إلى باريس فتعلم عليه اللغات الشرقية، ثم قصد بوردوودرس فيها العربية، ثم طلبها في انجلترا وأسكتلندا (١٥٦٦) ثم رحل إلى الأندلس وبلنسية، فتضلع من العربية، ولم يكد يمر