وقد ساعد على نشر كتبهم تحمل جمعياتهم ومعاهدهم ومحلاتهم وريع مؤسساتهم نفقات طبعها. من ذلاث: مروج الذهب للمسعودي. ورحلة ابن بطوطة (نشرتهما الجمعية الآسيوية الباريسية) وجمهزة النسب لابن الكلبي (نشرته المجلة الشرقية الألمانية) والمواعظ والاعتبار للمقريزي (نشرة المعهد الفرنسي الآثار الشرقية بالقاهرة) ومعجم الأدباء الياقوت (نشرته لجنة جيب التذكارية) وكتاب الاعتبار الأسامة بن منقذ (نشرته جامعة برنستون) وكتاب مشاهير علماء الأمصار للبستي (نشرته المكتبة الإسلامية في استانبول) وقد اشتد إقبالهم على مصنفاتهم فبيعت النسخة الأخيرة من كتاب باكورة تاريخ العرب لدى برسفال بثلاثمائة فرنك ذهبا. ثم نقلوا أمهاتها إلى لغاتهم المختلفة: كحياة محمد وعقيدته لاندراي فترجم من السويدية إلى الإيطالية والإنجليزية والألمانية، وتاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان الذي نقل إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والعربية. وكافأوا المتفوقين فيها بالمال والألقاب والأوسمة من أمثال: دوزي، وشاسينا، وجرمانوس. ووضعوا لجميع مصنفاتهم فهارس علمية استوفت ميزة المؤلفين وتقويم تواليفهم وخصائصها ووسائل توزيعها لتيسير اقتنائها.
هذا يوم لم يكن لنا مطبعة ولاكتب مطبوعة ولا كاتب يفكر في طبع كراس، بله كتاب محقق أو مترجم أو مصنف، وحين توفر لنا جميع ذلك، بعد أن قبسناه منهم، لم نتفوق به عليهم أو نحطه بسياج من التشجيع على غرارهم أو نضمن له رواجاً مثل رواجهم، على قلة قرائهم - وندرتهم من بيننا - وقلما تجاوزوا الألف، ووفرة العرب الذين يعدون بالملايين.
[٥ - المجلات الشرقية]
نيِّفت المجلات والدوريات الشرقية عندهم على ثلاثمائة مجلة متنوعة خاصة بالاستشراق - ما عدا مئات تتعرض له في موضوعاتها العامة: كمجلة القانون المقارن ومحفوظات التاريخ، ومباحث العلوم الدينية - وهي تنشر بمختلف اللغات وبعضها بثلاث، وتتناول مباحها الشرق في لغاته وأديانه وعلومه وآدابه وفنونه، قديمها وحديثها، وتأثرها وأثرها ومقارنتها بغيرها، على الأسلوب العلمي الذي عرفناه لالمستشرقين، وتفتح صفحاتها للعلماء الشرقيين، ولا تكتفي بالماحث بل تتجاوزها إلى نشر المخطوطات والوثائق، ومختصرات المحاضرات الأساتذة ومصادر الاستشراق، وتقويم