للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للملك عن: صيدا، وعكا، ويافا، والناصرة، وبيت لحم، والقدس ما عدا الفضاء المحيط بقبة الصخرة. وإطلاق جميع الأسرى من الطرفين لقاء احترام ممتلكات السلطان في سوريا ومساعدته على أعدائه وأكثرهم من الأيوبيين (١) ومنعه الإمداد الأوربية عن الإمارات الصليبية، واطلاعه على كل ما يصل إليه علمه من نشاط صليبي في أوربا، فلم يرض عن تلك المعاهدة المسلمون ولا الصليبيون، وحرم البابا المدينة المقدسة حرماناً شاملاً ما أقام فردريك فيها. وخلف العادل أباه الكامل (١٢٣٨) وثار أخوه الصالح به (١٢٤٠) وأخرجه من مصر، وعقد الصليبيون حلفاً مع أمير دمشق المسلم على الصالح فاستنجد بأتراك خوارزم فاستولوا على القدس ونهبوها وقتلوا عددا ًكبيراً من أهلها (١٢٤٤).

الحملة السابعة (١٢٤٨ - ١٢٥٤) قادها لويس التاسع ملك فرنسا - فتأهب هنري الثالث ملك إنجلترا لغزو فرنسا - فاستولى على دمياط (١٢٤٨) وغلبه المماليك في وقعة المنصورة (١٢٥٠) وأسره ومعظم نبلائه تورنشاه بن السلطان الصالح أيوب ثم أطلق سراحهم لقاء فدية وتسليم دمياط (٢) فقصدوا عكا وأقاموا فيها أربع سنين رحلوا بعدها إلى أوربا. وخاف السلطان الظاهر بيبرس المغول فحالف إمبراطور بيزنطية ميخائيل بليو لوغس وبعض أمراء صقلية وإسبانيا، واجتاز الفرات على ظهور الخيل إلى المغول وهزمهم في بلادهم. ثم أحيا الخلافة العباسية باستدعائه أبا القاسم العباسي ومبايعته في القاهرة (١٢٦١) وخرب كنيسة الناصرة (١٢٦٣) وسقطت في يده قيصرية (١٢٦٥) وصالحته صفد على أمان ألفي فارس فيها (١٢٦٦) فجمعهم وقتلهم عن آخرهم. ويافا (١٢٦٧) وأنطاكية (١٢٦٨) فقتل من حاميتها ١٦ ألفا وسبي ١٠٠ ألف بيع بعضهم في أسواق مصر، وأحرق قلعتها وكنيستها وغنم أموالا طائلة منها (٣) واستسلم له حصن الأكراد (١٢٧١).

الحملة الثامنة (١٢٦٧ - ١٢٧٠) جردها لويس التاسع ملك فرنسا ولكنه قضى نحبه أمام تونس (١٢٧٠) بينما كانت الإمارات الصليبية ومدنها تسقط الواحدة تلو الأخرى في أيدي سلاطين مصر: فرد قلاوون (١٢٧٩ - ١٢٩٠).


(١) أبو الفداء، ج ٣، ص ١٤٨.
(٢) Joinville, p. ٢٠١.
(٣) المقريزي، ج ١، ص ٢ - ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>