(١٩٥٧) كما عقدت المجامع العلمية لترويج الثقافة الشرقية، وسخت على المستشرقين بالتشجيع المادي والأدبي.
وما انجلى عنه الاستشراق في روسيا كشف علاقاتها ببلدان الشرق على أيدي العلماء والقناصل والمدارس: فقد استدعى محمد على مهندس المناجم كا فالفسكي ليرأس بعثة استكشاف إلى شرق السودان فعثر على مناجم للذهب وكشف عن بعض منابع النيل، وصنف كتابا في مصر والسودان. وزار الطبيب فالوفتش الشرق العربي لدراسة الأمراض الوبائية وبحث الوسائل الوقائية، ونشر سلسلة مقالات عن مصر وسوريا ولبنان وحياتها الاجتماعية. وعني كريستيا نوفتش بالموسيقى عند العرب فصنف فيها رسالة زينها برسوم آلات الطرب (كولوني ١٨٦٣) وتخرج بازيلي من مدرسة العلوم العليا بمدينة نيجين في معهد أوديسا بأوكرانيا وعين قنصلاً في سوريا ولبنان (١٨٣٩ - ٥٣) فصنف كتابه: سوريا وفلسطين تحت الحكم التركي (الطبعة الأولى أوديسا ١٨٦١ - ٦٢، والطبعة الثانية بطرسبرج ١٨٧٥) وخلفه بتكوفيتش في قنصلية روسيا بسوريا ولبنان فألف كتاباً بعنوان: لبنان عام ١٨٨٥. وأنشأت المدارس الروسية في سوريا ولبنان وفلسطين، ودار المعلمين في الناصرة وبيت جالا، ومن تخرجوا منها وأتموا تعليمهم الجامعي في روسيا الأستاذ ميخائيل نعيمه.
[٢ - الآداب العربية]
أما في روسيا فقد خرج نطاق الشرق من الجامعات والمكتبات والمتاحف إلى الأدباء والمجلات ودوائر المعارف والعلماء: فألف تولستوي- وقد درس الإسلام في مصنفات كريمسكي وأثنى على ترجمته ألف ليلة وليلة- حكم النبي محمد (نقله إلى العربية الأستاذ سليم قبعين- الطبعة الثانية، مصر ١٩٢٤) وأصدرت مجلة أوجني (النيران) بمهمة كوندور وشكين الذي طوف في بلاد الشرق، مجلداً في آداب اللغة العربية الحديثة، وانتقاداً لترجمة ألف ليلة وليلة. واقترح مكسيم جوركي- وكان قد درس الإسلام في مصنفات كريمسكي- على مستشرقي بتروجراد إنشاء فرع شرقي في دار الأدب العالمية فأنشأوا الرابطة الشرقية، متعاونين مع مستشرقي موسكو وغيرها (١٩١٩) وقد نشر، في دار الآداب العالمية من الأدب العربي