أخذ العلم عن أبيه، وكان شاعراً ملماً بالآداب العربية فأشربه حبها، وسرعان ما شغف بها، فما أتم دروسه اللاهوتية والفلسفية وشيئاً من العربية في جرايفسفالد حتى قصد باريس (١٨١٣) حيث أتقن العربية على دي ساسي، وتعلم في الوقت نفسه التركية والفارسية والعبرية والأرمنية، ونسخ ما أحب الوقوف عليه من المكتبة الإمبراطورية. ولما عاد إلى ألمانيا (١٨١٤) عين أستاذاً مساعداً للاهوت والفلسفة في جرايفسفالد ثلاث سنوات انتدبه في نهايتها أديب ألمانيا الوزير جوته لتعليم اللغات الشرقية في بينا مدة سبع سنوات، أخرج خلالها كثيراً من نفائس مخطوطات مكتبة جوطا، ولما كان شاعراً ابن شاعر فقد صادق جوته (١٨٤٩ - ١٨٣٢) وكان يقرأ له ترجمة آداب المسلمين. ثم تولى تدريس اللغات الشرقية في جرايفسفالد حتى وفاته.
آثاره: نشر قسما من بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب لابن سيد الناس، مع قصيدة تركية وأخرى فاريسية، متناً وترجمة ألمانية (سترالسند ١٨١٥) ومختارات أدبية من ألف ليلة وليلة. والأقسام المتعلقة بوصف أفريقيا وفاس والجزائر والتر من رحلة ابن بطوطة (١٨١٨) وبمعاونة دي لاجرانج: نبذا من المرج النضر للسيوطي (باريس ١٨٢٨) ونشر من تاريخ الملوك للطبري، بترجمة لاتينية، الأجزاء ١ و ٢ و ٣ وه (جرايفسفالد ١٨٣١ - ٥٣) ثم نشط له: بارث، وفرانكه، وجويدي، ونولدكه، ولوث، وهوتسما، وبريم، وتوربكه، وفلوزن، ودى خويه، ونشروه على أحدث طراز، في ١٥ جزءاً (ليدن ١٨٧٦ - ١٩٠١، واقتبس منه نولدكه القسم المتعلق بالفرس قبل الإسلام) ومعلقة عمرو بن كلثوم إلى اللاتينية والألمانية، متناً وترجمة وتعليقاً، والجزء الأول من ديوان الهذليين مع شرحه عن المخطوط الوحيد في جامعة ليدن (ليدن ١٨٤٥، ثم نشرت بقية أشعار الهذليين في منتخبات فللوزن، الجزء الأول، برلين ١٨٨٤) والجزء الأول من الأغاني، بترجمة لاتينية (جرايفسفالد ١٨٤٠ - ٤٣) ومقدمة وشروح لديوان الحماسة لأني تمام. وفقرات من كتاب الموسيقي الكبير للفارابي (جرايفسفالد ١٨٤٠ وبون ١٨٤٤، ثم ترجمه إلى اللاتينية).
[بولوس (١٧٦١ - ١٨٥٠) Paulus]
درس العربية في توبنجين ثم في ليدن. وكتب مصنفة في أصول اللغة