وعنى الفرنسيون بالدين الإسلامي فكتب بودي حياة محمد (١٦٧١) وجددها (١٧٣١) وهو الكتاب الأول الذي وقف به الفرنسيون على الإسلام. وتناول المستشرقون الفرنسيون ترجمة ماراتشي الراهب الإيطالي (بادوي ١٦٩٨) بالنقد والتعليق، ونقلوا ترجمة الإنجليزي بريدو إلى الفرنسية (١٦٩٩) وفي سنة ١٧٣٠ طبع الكونت دي بولفلييه تاريخ العرب وحياة محمد، فأظهره مظهر النابغة ورسول خير إلى الجزيرة العربية، (وقد ترجم إلى الإنجليزية عام ١٧٥٢) وفي سنة ١٧٨٨ كتب دي باستوريت كتاباً التوفيق بين ديانات الشرق الثلاث زرادشت وكونفيشيوس ومحمد فأصاب الإسلام حظ موفور، وأطرى لامارتين النبي العربي في كتابه: تاريخ تركيا، وخصه ريمون لير وجبسيرة رائعة.
ثم ازدادت عناية الفرنسيين بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا حتى ملأت عناوين الكتب والمحاضرات والمقالات التي كتبت عنهما باللغة الفرنسية من عام ١٩١٨ إلى ١٩٣٢ كتاباً يقع في ٣٢٨ صفحة كبيرة الحجم (١).
[٧ - المستشرقون]
[بوستل (١٥٠٥ - ١٥٨١). Postel, G]
ولد في مدينة بارنتون من أعمال نورماندي، وعمل خادماً في مدرسة القديسة بربارة، ثم تعلم اللاتينية واليونانية والإيطالية والاسبانية، ومن اللغات الشرقية العبرية والكلدانية والسريانية والأرمنية والحبشية والعربية والتركية. وبرع في بعضها فألحقه فرنسوا الأول بسفارته في تركيا، وطلب إليه شراء ما استطاع من المخطوطات الشرقية (١٥٣٤) فاستنفدت أثمانها كل ثروته لأنه ابتاع منها لنفسه ابتياعه للملك. ثم صنف كتاباً في أبجديات اثنتي عشرة لغة، منها العربية والعبرية والكلدانية والسريانية والسامرية والحبشية والأرمنية، وأهداه إلى رئيس أساقفة فيينا، وكتاب قواعد اللغة العربية بالحرف العربي، فوهبه فرنسوا الأول داراً ومزارع
(١) Joseph A. Dagher, L'Orient dans la Littérature française d'après-guerre (١٩١٨ - ١٩٣٢)