بينهم بالشيخ عبد الله. وزار لبنان ودمشق. وعين أستاذًا للعربية في جامعة كمبريدج (١٨٧١) ثم زاول الصحافة والمحاماة حتى نشبت ثورة عرابي باشا (١٨٨٢) فرجع إلى مصر وكلفته حكومته الاتصال ببعض شيوخ البدو فمنحهم بدرة من الذهب، ثم عين رئيسًا لمترجمي القوة البريطانية في مصر، وقام بمغامرة جريئة مخترقًا شبه جزيرة سينا على صهوة جواد، ولكنه لاقى حتفه عند عودته انتقامًا منه.
ولعل بالمر - أو الشيخ عبد الله - ينفرد بأنه من قلائل الإنجليز الذين تغلغلوا في صميم اللغة العربية، فاستطاع أن يكتب بها وينظم في سهولة ويسر كأحد أبنائها، حتى إنه كان يضيق أحيانًا بلغته الإنجليزية فيكتب بها إلى من يعرفها من أصحابه كالمستشرق نيكول، أستاذ العربية في جامعة أكسفورد، نثرًا ونظمًا. فلما قتل رثاه الشعراء بخمس عشرة لغة بينها العربية.
آثاره: التصوف الشرق (كمبريدج ١٨٦٧) وقواعد اللغة العربية، على الطريقة التي درج عليها النحويون العرب، بالإنجليزية (الطبعة المنقحة، لندن ١٨٨١) ومعجم اللغة الفارسية. وفهرس المخطوطات العربية والفارسية والتركية بكلية ترينيتي، في مائتي صفحة (كمبريدج ١٨٧٠) ورحلة في شبه جزيرة سينا. وتاريخ القدس (١٨٧١) ونشر قصائد وفيرة من الفارسية والعربية، متنًا وترجمة (كمبريدج ١٨٦٨، ولندن ١٨٧٧) وديوان البهاء زهير، متنًا وترجمة شعرية بمقدمة مسهبة وتعليقات جمة، في جزءين (كمبريدج ١٨٧٦ - ٧٧) وترجمة القرآن (أكسفورد ١٨٨٠) وسيرة هرون الرشيد (١٨٨٠) ومسح غربي فلسطين (لندن ١٨٨١). تم نشر نيكل دراسة عن القرآن لبالمر (صحيفة الجمعية الشرقية الأمريكية ١٩٣٦). ومن شعره:
ليت شعري هل كني ما قد جرى مذ ... جرى ما قد كفى من مقلتي
قد برى أعظم حزن أعظمي ... وفي جسمي حاشا أصغري
[جورج برس بادجر (١٨١٥ - ١٨٨٨). Badger, G.P]
تلقى العلم في معهد جمعية المرسلين في أيسلنجتون بلندن، وقضى شطرأ من شبابه في مالطة، وزار الجزيرة العربية، وأوفد إلى الكنائس الشرقية (١٨٤٢ - ٤٤ و ١٨٥٠) وعين مرشدًا دينيًا لمنشأة بمباي التابعة لشركة شرقي الهند،