للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معجم الكلمات الدخيلة ١٩٢٣) وبناء اللغة العربية (١٩٣٨) وقواعد اللغة العربية الفصحى من مخارج حروفها حتى تمامها، قارن بينها وبين اللغات السامية، وحدد علاقتها باللهجات العامية فجاء كتابه دقيقا فريدة لإثبات الثنائية في اللغة العربية (١٩٤١) ولغز الأسماء الممنوعة من الصرف في اللغة العربية القديمة (حوليات المعهد الشرق ١٩٤١).

[كراتشكوفسكي (١٨٨٣ - ١٩٥١). Kratochkovski, I]

ليس في ترجمة هذا العالم ولا في مظهره ما يميزه عن غيره أو يلفت النظر إليه (١) فقد نشأ في فيلنا عاصمة ليتوانيا القديمة، وكان أبوه مديرة المعهد المعلمين فيها، وسلخ على أرضها مطلع شبابه، خلا سنوات ثلاث (١٨٨٥ - ٨٨) قضاها في طشقند حيث انتدب أبوه مديراً للمدرسة الإكليريكية، ثم رئيساً لمفتشي المدارس الابتدائية في آسيا الوسطى. وفي عام ١٨٨٨ أعيد أبوه إلى فيلنا مديراً للمكتبه العامة ورئيساً للجنة الآثار، فاستقر فيها حتى وفاته (١٩٠٣).

ويقول كراتشكوفسكي في ذلك: "كنت في صغرى ضعيف البنية عرضة للأمراض، فعشت إلى جانب أمي حتى سنة ١٨٩٣ في أرض لنا من أعمال ولاية فيلنا، أقضى وقى في مكتبة جمعها جدي وزاد عليها والدى (ذهبت بها الحرب الكبرى سنة ١٩١٥ مع ما ذهبت به مما كنا نملك) وعكفت على القراءة لكوني أصغر أولاد أبي وأمي، لذلك نشأت بعيداً عن العشير والأتراب وربما صار هذا سبباً لحبي الوحدة وسوء الظن بالعالم والسويداء التي تعذبي أحياناً حتى الآن" (٢).

ودخل المدرسة الإعدادية في فيلنا (١٨٩٣) وقرأ في مكتبتها تصانيف المستشرقين ولاسيا دي ساسي، وتخرج منها (١٩٠١) وله من العمر ثمانية عشر عاماً.

أما سبب أخذه باللغة العربية، وانكبابه عليها فحب لا يجد له تفسيراً وإن وجد له مبرراً، إذ التحق، في تلك السنة بقسم اللغات الشرقية في جامعة بطرسبرج، بعد أن فكر طويلاً في أمر مستقبله، فلاح له أن العلم يستهويه وأن الشرق يسحره فانصرف إلى لغاته.


(١) من دراسة للدكتور بوريس زاخودير الأستاذ بجامعة موسكو عن كراتشكوفسكي، خصّ بها الطبعة الثانية من هذا الكتاب.
(٢) ترجمة كراتشكوفسكي بقلمه (مجلة المجمع العلمي العرب في دمشق، الجزءان الثالث والرابع، السنة ١٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>