بدأت الدراسات العربية (١) بقيام الدولة البرتغالية: ففي عهد ألفونسو هنري كان في شنتمرة مجلس أعيان من المسلمين يستشيرهم الملك في الشئون الخطيرة مستعيناً بالمترجمين العرب والبرتغاليين. وعند سقوط شنتمرة كان البرتغاليون جميعاً يدركون معني صيحة حارسها القائل: من هو؟ . وأنشأ الملك دينيس جامعة لشبونة (١٢٩٠) ثم اشتدت العناية بالعربية بعد الاستيلاء على المغرب، فأحسنها كثيرون، منهم المؤرخ دوارات جالفار. وقد وجد العالم الهولندي كليناردو مكتبة عربية نفيسة في يابرة، وتعلم أحد الأطباء العربية لأنه كان يطمع في كرسي ابن سينا في قلمرية. وفي أواخر القرن الثامن عشر نشطت الدراسات العربية بفضل الأب مانويل فيلاس بواس، فأنشئ في دير يسوع للفرنسيسكانيين بلشبونة كرسي للعربية، عنى بها لغة وتاريخاً ونشر مصنفات، لتحديد الصلات البرتغالية العربية، وتخريج مترجمين لوزارة الخارجية. وممن علموا العربية في ذلك الدير:
[الأب دورو زاريو باتستا - Fr. A. Dor. Baptista]
الذي صنف في قواعد اللغة العربية كتاباً، كان الأول من نوعه في البرتغالية، وقع في ٢٧٠ صفحة، وصدر عن معهد اللغة العربية في لشبونة (١٧٧٤)، ثم خلفه:
[الأب جان دي صوصه (١٧٧٤ - ١٨١٢) Fr. J. de Souza]
وهو عربي من دمشق قصد البرتغال (١٧٤٩) حيث انضم إلى الرهينة الفرنيسكانية وعين ترجماناً عربيًّا للملك. ثم أوفدته الحكومة إلى المغرب مندوباً عنها (١٧٧٣) واختارته عضواً في مجمع العلوم بلشبونة (١٧٨٠) وانتدبته في معهد اللغة العربية (١٧٩١) وقد أبيح لجميع الطلاب الانتساب إليه (١٧٩٥).
آثاره: معجم الألفاظ البرتغالية المشتقة من اللغة العربية، في ١٦٠ صفحة