للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفصل السادس

فرنسا

نشأت صلات فرنسا بالشرق الأدنى منذ غزا العرب مقاطعات منها (١) واستمرت في محاولة تعاون الرشيد وشارلمان على الخلافة الأموية في قرطبة والإمبراطورية البيزنطية في القسطنطينية، وقيام الحروب الصليبية، وإنشاء طرق للتجارة، وتبادل السفراء، وتوالى الرحلات، واحتلال شمالي أفريقيا، وحملة نابليون على مصر، وفتح قناة السويس، والانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان. ولقد كانت تلك الصلات متعددة، متنوعة، متعاقبة اختلطت فيها الحرب والسلم والتجارة والثقافة جميعاً.

[١ - كراسي اللغات الشرقية]

طلبت فرنسا الثقافة العربية في مدارس الأندلس وصقلية ثم أنشأت لها منذ القرن الثاني عشر مدرسة ريمس Reims بأمر البابا سلفستر الثاني، ومدرسة شارتر Chartres التي بلغت الذروة في عهد برنار أحد مواطنيها (١١١٧) وأخيه تيوريك (١١٤٠) وسيطر ثلاثة من خريجيها على ميدان الفلسفة في أوربا الغربية، وهم: وليم الكوشي، وجلبر دي لابوره، وجان السالزبوري. ومدرسة الطب في مونبلييه (١٢٢٠) Montpellier وقد أنشأتها بقية من الجالية الإسلامية المغربية كانت على صلة باليونان والإسبان فطارت شهرتها وتوافد عليها طلاب الطب من كل صوب (٢). ثم في مدارس أديار الرهبان على تعدد رهبناتهم. واعترفت باريس بنقابة الأساتذة، وهي نواة جامعة باريس (١١٧٠) Université de Paris وأقر البابا أينوسنت الثالث، وكان هو من خريجيها، قوانينها (١٢١٠) وحبست على


(١) الفصل الثالث، فتوح الإسلام، ص ٥٦.
(٢) هاران، وإيفون فيدال: أثر الطب العربي في مدرسة مونبلييه (أرابيكا، ٣٢، ١٩٥٥) دولير: الطب العربي في مونبلييه من القرن الثاني عشر إلى القرن الثالث عشر (كراسات تونس، ١٣ - ١٩٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>