للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلابها الحبوس وعندما انتقلت الفلسفة من مدرسة شارتر إليها (١٢٠٠) أضحت طوال ثلاثة قرون كعبة الفلاسفة وزعيمة التفكير الحر في أوربا جمعاء. وأنشأ البابا هونوريوس الرابع معهداً لتعليم اللغات الشرقية (١٢٨٥) وقضى البابا إكليمنضس الخامس في مجمع فيينا (١٣١١ - ١٣١٢) بإنشاء كراس للعربية والعبرية والكلدانية في عواصم العلم من أوربا يومئذ: باريس، ورومة، وأكسفورد، وبولونيا، وصلمنكه. فأنشأت جامعة باريس كرسياً للغات السامية. إلا أن الفلسفة العربية ولاسيما الرشدية سرعان ما غلبت عليها، واختلف الرهبان أنفسهم فيها فصمدت لها (١). وفي العصر الأخير أنشئ كرسي للدراسات الإسلامية في جامعة باريس، تتمة للقسم العربي في السوربون - تاريخ وحضارة العرب والفقه الإسلامي - وألحق بها معهد الدراسات الإسلامية، وقد سمي فيه برونشفيج أستاذاً لها (١٩٥٥).

جامعة تولوز (١٢١٧) Toulouse أنشأها رجال الدين.

جامعة بوردو (١٤٤١) Bordeaux وفيها معهد الآداب للغة العربية والتمدن الإسلامي - وكان مدير المحاضرات فيه ميخائيل الفغالي حتى عام ١٩٤٥.

وأنشأ الملك فرانسوا الأول كرسياً للعربية والعبرية في ريمس (١٥١٩) وعهد إلى جويستنياني أسقف نبيو به فاعاد إليها مجدها الأول. ولم يكتف الملك بريمس بل أنشأ معهد فرنسا - كولج دي فرانس (١٥٣٠) Collège de France تجاه السوربون وأعد فيه كرسيين للعبرية واليونانية. وأضاف إليهما الملك هنري الثالث كرسياً للعربية (١٥٨٧).

وكلف الملك لويس الثالث عشر جبرائيل الصهيوني تنظيم كرسي العربية والسريانية فيه وقلده الأستاذية الأولى عليهما ثم خلفه إبراهيم الحاقلاني، ثم الجمري أستاذة للغات الشرقية وفيه اليوم دراسات عملية عالية عن اللغة العربية وآدابها.

ورأي كولبر وزير الملك لويس الرابع عشر أن مقتضيات الدولة باتت في حاجة إلى علماء يتقنون اللغات السامية كتابة وخطابة، فألف بعثة عرفت بفتيان اللغات، بقرارات رسمية وقع عليها الملك في سنوات: ١٦٩٩ و ١٧١٨ و ١٧٢١


(١) الفصل الخامس، النهضة الأوربية، ص ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>