للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل العشرون

الولايات المتحدة

كانت العبرية أول ما عرفته الولايات المتحدة من اللغات السامية لتفهم التوراة، ثم عنيت بالهيروغليفية والمسمارية بعد أن كشف المستشرقون عن حضارتيهما كشفاً غير معالم التاريخ وجعله حديث أوربا في أوائل القرن الغابر وأواسطه.

ولم تنل العربية حظها من دراسات الأمريكيين إلا بعد أن أدركوا أنها أشد صلة بالسامية من العبرية وأبعد منها أثراً في استيعابها التراث الإنساني ونقله إلى أوربا في العصر الوسيط. ثم نزل المرسلون الأمريكيون بلبنان وأنشأوا أول مدرسة لتعليم البنات في الإمبراطورية العثمانية (١٨٣٠) واتبعها أحدهم الدكتور كرنيليوس فانديك مع المعلم بطرس البستاني بمدرسة في عبيه (١٨٤٧) نقلها من بعد الدكتور دانيال بلس (١٨٢٣ - ١٩١٦) إلى بيروت وأطلق عليها اسم الكلية السورية الإنجيلية (١٨٦٦) ثم اتسعت وعرفت بالجامعة الأمريكية. وقد استمر رئيساً لها، وكان يتكلم العربية بطلاقة، حتى عام ١٩٠٢ فخلفه ابنه هوارد (١٨٦٠ - ١٩٢٣) المولود في سوق الغرب، من سنة ١٩٠٢ إلى ١٩٢٠. ثم أسس تشارلز وطسون الجامعة الأمريكية في القاهرة (١٩١٩) وكان إيلي سميث قد نقل المطبعة الأمريكية من مالطة إلى بيروت وحفر أمهات حروفها العربية (١٨٤٣) فصار عنها مصنفات كرنيليوس فانديك، ويوحنا ورتبت، وجورج بوست، وغيرهم من علموا في الجامعة الأمريكية ببيروت ونقلوا إلى اللغة العربية الكتب العلمية فأحسنوا النقل لتحريّهم المصطلحات العلمية قديمها وحديثها، وترجموا منها وكتبوا عنها بالإنجليزية فأطلعوا الأمريكيين على فنونها وآدابها وعلومها. وتعاونوا في الوقت نفسه مع المفكرين العرب فيما أنشأوه من مطبعة وجامعة ومكتبة ومرصد وجمعيات ومجلات، وترجمات أشهرها نقل التوراة إلى العربية، ومعاجم عربية إنجليزية وإنجليزية عربية.

وتوثّقت عرى ذلك الاتصال بفضل الجاليات العربية، لبنانية وسورية في

<<  <  ج: ص:  >  >>