الأمريكتين، وقد نيّفت على مليون ونصف مليون مغترب لهم مدراسهم ونواديهم، ومن أشهرها: الرابطة القلمية، والعصبة الأندلسية. وصحافتهم وأدبهم باللغة العربية ولغات تلك البلاد، وقد بلغت نسخ بعض مؤلفاتهم فيها مئات الألوف وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة فأعادوا إلى الأدب العربي عهد الأندلس. ومن علماء الجالية اللبنانية: المهندس حسن كامل الصباح (١٨٩٨ - ١٩٢٥) الذي التحق بشركة جنرال الكتريك وسجل فيها ٧٩ اختراعا بينها تحويل نور الشمس إلى قوة محركة. ومن خيّريها: السيدة ماري الحورى التي وقفت على الجامعة الأمريكية في بيروت ربع مليون دولار من تركتها في نيويورك (١٩٥٨).
واتصل الأمريكيون بمصر عند ما استقدم الخديوي إسماعيل بعثة من خمسين ضابطاً أمريكياً (١٨٧٠ - ١٨٨٤) فألتفت هيئة الأركان حرب الجيش المصرى وأنشأت مكتباً ومدرسة لصف الضباط وأخرى لأبناء الجنود، حتى إذا عطلت السياسة الأوربية مهمة البعثة تفرقت فرقاً حوّلت نشاطها إلى استكشاف منابع النيل، ومسح الطرق من البحر الأحمر إلى قنا ومن الخرطوم إلى مصوع. وقد بلغ بعض أفرادها نياسلاند، ويوغندا فاعترف مليكها بتبعيته للقاهرة. ومن مصنفات تلك البعثة: اتحادي في مصر للواء لورينج، ومصر الإسلامية والحبشة النصرانية للعقيد داي، والحقائق العارية عن الشعوب العارية للعقيد لونج الذي عاشر قبائل النيام نيام واصحطب إلى القاهرة أول قزم منها.
أما في الولايات المتحدة نفسها فقد حذا نفر من علمائها حذو إنجلترا وفرنسا فأنشأوا على غرارها جمعية آسيوية (١٨٤٢) عقدت أولى جلساتها الرسمية (٧ نيسان/ أبريل، ١٨٤٣) في منزل أحد أعضائها. وكانت مؤلفة من رئيس ونائبين هم: بيكرنج، وروبنسون، وجانكنز Pickering, Robinson and Jenkins وباشرت نشاطها بطبع مجلدين كبيرين من أعمالها وإصدار مجلة آسيوية في بوسطن ضمنتها خطبة الافتتاح وأهداف الجمعية، وهي من أقوال المستشرقين الفرنسيين في الأدب العربي. ثم عمدت إلى نشر كتب من الأمهات مثل ميزان الحكمة للخازني (ج ٥، ص ١٢٨) وترجم سليسبيري الباكورة السليمانية، في كشف أسرار الديانة النصرانية عن طبعة بيروت عام ١٨٦٤، لسلمان العدني (مجلد ٨) وتولى أمرها سليسبيري