خرج المجريون من مجموعة الشعوب الغنية- الأغورية إلى شرق جبال الأورال حتى أجلاهم الأتراك عنها فنزلوا بدولة الخزر (٤٦١ - ٤٦٥ م) التي طالت حروبها مع العرب. ثم غادروها (٨٠٠) إلى منطقة ما بين النهرين: الفولغا والدينبر. ولا هزمهم البجناق وساقوا الجزء الأكبر منهم غرباً، وطاردوا الباقين شرقاً وجد الأولون في المجر (هنغاريا الحالية) مأوي ووطنا (٨٩٦) واعتنق معظمهم النصرانية وأسسوا دولة ملكية قوية، وانقرض الآخرون على توالى الزمن. وكان المجريون يحلمون دائماً في العثور عليهم بالبحث عنهم في دراسات شرقية مستفيضة كرحلة الأب يوليانوس إلى القوقاز وجنوب روسيا (١٢٣٣) وما تبعها على أثر احتلال العثمانيين للمجر في القرن السادس عشر، ثم في رحلات متعددة إلى الشرق من مطلع القرن الثامن عشر.
أما الذين استمسكوا بالإسلام -وقد أطلق عليهم المؤرخون المجريون اسم الإسماعيليين، وكانوا يزاولون أنواع التجارة وأعمال المصارف- فقد ظلوا حتى القرن الثالث عشر يرسلون أبناءهم في بعثات إلى حلب لتلقي علوم الفقه في جامعها الحنفي. وعندما طلب منهم الملك اندريا الثاني أن يضربوا له النقود الفضية التي يحتاج إليها في الحملة الصليبية الخامسة (١٢١٩ - ١٢٢١) ضربوها على الطريقة الإسلامية بحيث ظهرت عليها شهادة: لا إله إلا الله.
وخافت أوربا خطر العثمانيين وألفت جيشاً لقتالهم من فرسان المجر وبولونيا وفرنسا وألمانيا، بزعامة سيجسمند ملك المجر فقهرهم بايزيد العثماني في واقعة نيقوبوليس (١٣٩٦) ولا أباد العثمانيون الجيش المجرى في واقعة موحاتش (١٥٢٦) واستولوا على عاصمته (١٥٤١) ولاذ آل هابسبورج بغربي الدانوب مال عدد من المجريين إلى العثمانيين فعقدت إمارة ترانسلفانيا معاهدة مع السلطان إلى أن استؤنف القتال بين جنود آل هابسبورج وانكشارية العثمانيين فخربت البلاد تخريباً