للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث والعشرون

فنلندا- رومانيا- يوغوسلافيا

١ - كان الفنلنديون على صلة بالعرب قبل أن ياسينوا للسويد (أسوج) عام ١١٥٧. ومن دلائل تلك الصلة النقود المضروبة بالكوفي والمحفوظة في عاصمتها هلسنكي، والستمائة قطعة فضية من نقود العرب، التي عثر عليها العمال صيف ١٩٢٣ في مناجم الفحم، وتاريخها من القرون الثاني والثالث والرابع للهجرة. وما في مكتبة العاصمة من الأسفار العربية والمخطوطات الشرقية. حتى إذا خضعت فنلندا الروسيا فيما بعد، طوال قرن وربع قرن، تأثرت بها في استشراقها وقصد طلبتها جامعة بطرسبرج وتخرجوا باللغات السامية على أساتذتها. وما زال في فنلندا قلة من المسلمين يقيم أمامهم في العاصمة. وهو يحسن العربية.

وفي العاصمة كلية هلسنكي (١٦٤٠) Helsinki، وكانت اللغات السامية فيها قاصرة على دراسة متن التوراة العبري. حتى جعل والين للعربية كرسيا مستقلا بذاته، في منتصف القرن الماضي. وأشهر مستشرقيها:

[والين (١٨١١ - ١٨٥٢). Wallin, G. A]

ولد في جزائر آلاند، غربي فنلندا، وتعلم في كليتها وصنف كتابً باللاتينية أسماه: أهم الفروق بين لهجات العرب المتأخرين والمتقدمين. وفي سنة ١٨٤١ قصد روسيا وتضلع من العربية على الشيخ محمد عياد الطنطاوي، في مدرسة الألسن، حتى آخر سنة ١٨٩٢. ثم رحل إلى الشرق فطوف، خلال ست سنوات، بمصر وجزيرة العرب وبغداد وأصبهان وبصري ودمشق، متزيياً بزى البدو متطبعاً بطباعهم متسمياً باسم عبد الولى- وقد نقشه على حجر قبره بحروف عربية- حاملاً حقيبة مملوءة بالعقاقير فأحبته القبائل ويسّرت له دراسة عاداتها ولهجاتها، واستقصاء حالة بلادها الطبيعية والجغرافية. ثم سكن اندن (١٨٤٩ - ٥٠) واشترك في إعداد خريطة لبلاد العرب، وعين أستاذاً فكان أول من استقل بكرسي لها فيها. ثم سمى

<<  <  ج: ص:  >  >>