حال وقوع تشيكوسلوفاكيا في وسط أوربا بينها وبين الاتصال بالشرق اتصالاً مباشراً دائماً، إلا أن الثقافة العربية التي بهرت أوربا وبنت عليها نهضتها بلغت تشيكوسلوفاكيا عن طرق عدة، كان أولها مباشراً. ففي أعرق الآثار الأدبية التشيكية المكتوبة بالسلافية القديمة، في أواخر القرن التاسع، قصة نزول القديس كيرلس Cyril بالشرق العربي حوالي عام ٨٥١ ومجادلته علماء المسلمين وإكباره لهم وثنائه على علمهم مع ترجمته لبعض آيات من القرآن الكريم، لعلها من أولى ترجماته إلى اللغة اللاتينية. ثم تناول المؤرخون، باللغتين التشيكية حيناً واللاتينية أحياناً، ذكر الأراضي المقدسة في فلسطين وحجيج مواطنيهم إليها، فوضع المؤرخ كوزماس Cosmas في كتابه: تاريخ بوهيميا، مسرداً وطولاً بأسماء الحجّاج إلى بيت المقدس منذ القرن الحادي عشر إلى مطلع القرن الثالث عشر. ولم تنقطع وفودهم بوفاة المؤرخ، بمن فيهم العامة والأشراف والعلماء، فصنّف بعضهم كتباً في وصف رحلاتهم كشفوا بها للقارئ التشيكي عن تلك الحالة من الأسرار التي كانت تحيط ببلدان الشرق العربي يومئذ. وفي طليعتهم: مارتن كريفوستي M. Krivousty الذي وصف رحلته من بوهيميا إلى ده شت فبيت المقدس (١٤٧٧) وعودته منها وصفاً رائعاً، وقد كتبها باللاتينية ثم ترجمت إلى التشيكية، ولكنها لم تنل شهرة وصف رحلة التاجر مارتن كا با تنيك M. Kabatnik الذي دفعه اهتمامه با ادمين إلى الطواف، في عامي ١٤٩١، ١٤٩٢ بسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، وفي رحلته المكتوبة بلغة بسيطة وصف دقيق للحياة اليومية في البلدان العربية ولا سيما مصر.
وممن حجوا إلى بيت المقدس: هاشيستنسكي J. Hasistejnsky (١٤٩٣) وبريفات V. Prefat وقد أقام بها (١٥٩٢) والنبيل هارانت K. Harant الذي قضى سنة ١٥٩٨ متنقلاً بين فلسطين وسيناء ومصر، ووصف ما شاهدهه فيها وصفاً علمياً أميناً.