للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث عشر

ألمانيا

يرجع اتصال ألمانيا بالشرق إلى الحملة الصليبية الثانية (١١٤٧ - ١١٤٩) وعودة حجاجها من الأراضي المقدسة ووصفهم لها ونقلهم عنها شيئاً من حضارتها. وقيام الرهبان بالترجمة عن العربية بالأندلس وفيهم الألمان، ومعظم الترجمات إلى اللاتينية لغة العلم يومذاك. وتعصب فردريك الثاني، ملاك صقلية ثم إمبراطور ألمانيا للإسلام على الكنيسة. حتى إذا انفصل لوثر (١٥٢١) عنها وأنكر على البابا رئيسها سلطانه ونادى بالإصلاح، واعتنق فردريك الثالث البروتستانتية (١٥٦٠) وقد بلغت مخطوطات بوستل مكتبة أمير فالس، اتجه بعض العلماء إلى الكتاب المقدس لتجريح ترجمات التوراة، وهي أساسه، ومجادلة الكنيسة الكاثوليكية فيه، وإقامة الإصلاح الدين عليه كمرجع وحيد للعقيدة المسيحية (١) فنهضت جامعة هايدلبرج (١٥٦١) بالمهمة - وقد تأخر إنشاء الجامعات في ألمانيا فكانت أولاها في براغ عام ١٣٤٧ - على يد تريميليوس (١٥١٠ - ١٨٥٠) وكان يهودياً اعتنق الكاثوليكية ثم تركها إلى البروتستانية فكلفه فردريك الثالث بترجمة التوراة إلى اللاتينية ترجمة حرفية، فباشرها يعاونه فيها تلميذه وصهره وخليفته في هايدلبرج: يونيوس (١٥٤٥ - ١٦٠٢) وصنف تريميليوس كتاباً في قواعد اللغتين الكلدانية والسريانية (١٥٦٩) وترجم الإنجيل من السريانية، عن مخطوط لبوستل، إلى اللاتينية في السنة نفسها. كما وجد يونيوس في مخطوطات بوستل (٢) ترجمة عربية للتوراة، ورسائل القديس بولس، وأعمال الرسل، فترجم النص العربي إلى اللاتينية. ووضع يعقوب كريستمان (١٥٥٤ - ١٦١٣) وهو تلميذ يونيوس فهرس المخطوطات الشرقية البوستل فوجدت العبرية والكلدانية والعربية والسريانية طريقها إلى جامعات ألمانيا فدرس بعضها يوهان كريستوف فولف (١٦٨٣ - ١٧٣٩) في جامعة هامبورج واقتي مكتبة للمخطوطات العربية، وصنف المكتبة العبرية.


(١) الفصل الخامس، النهضة الأوربية، ص ١١٥
(٢) الفصل السادس، فرنسا، ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>