عن: أبي بكر، والجنة ومكة، وقوافل الحج. وتشبه به كثيرون، فظلت الموضوعات الشرقية غذاء للمسرح الفرنسي قرناً كاملاً، واحتلت منه أشهر مسرحية (دي لافوار، ولا كوميدي إيطاليين) ولم تنقطع عنه، فأحرز معروف الإسكافي، وهي مسرحية موسيقية لهنري بارابو، بعد حرب ١٩١٤، نجاحاً باهراً. ثم أضيف إليه مسرحيات أدباء لبنان كعنترة لشكري غانم، وقد استأثرت بالأوديون طوال ثلاثة شهور، ومسرحيات جورج شحاده التي تعرض اليوم على مسارح فرنسا، وألمانيا، والنمسا، وسويسرا. وقد أقام لها المركز الثقافي الألماني معرضاً في بيروت (نيسان - أبريل ١٩٦٣) وترجمت إلى اثنتين وعشرين لغة كما أقيم معرض للكتاب اللبناني باللغة الفرنسية في باريس (حزيران - يونيو ١٩٦٣).
ولم يقف تأثر أدباء فرنسا يومذاك على من تقدم، فقد اطلع فولتير على ترجمات المستشرقين واتصل بالعالم العربي أبي زيد، صاحب الشارع المعروف باسمه في جنيف، فتأثر بالشرق في أكثر مصنفاته مثل كتابه عصر لويس الرابع عشر. (وفيه فصل عن الصين) وزايير (١٧٣٧) والأبيض والأسود، والصوفا، وأميرة بابل (١٧٦٨) فأكثر هذا القصص مستوحى من قصة ألف ليلة بذوق خاص عرف به فولتير. وتأثر مونتسكيو بالثقافة العربية، بما كان يتصفحه من كتب الرحلات وترجمات المستشرقين الأمهات المصنفات العربية، فجاء كتابه: الرسائل الفارسية (١٧٢١) فصلاً من ألف ليلة وليلة مشتملاً على نزعاتها وتعدد احتفالاتها، وصور الجنة، بثوب قشيب وشاه فيلسوف حر مستظرف، ومن أمعن النظر فيها ردها إلى أصلها: ألف ليلة وليلة ومونتسكيو الأول: في رسالة بتاريخ أول رجب سنة ١٣١٧ هـ والثاني بتاريخ جمادى الأولى سنة ١٣١٥، وما انتشرت الرسائل الفارسية حتى قصد الناشرون الكتاب يستزيدوهم منها، فحاكاها بعضهم ونجح فيها نجاحاً كبيراً. كما أخذ مونتسكيو عن ابن خلدون بعض فلسفته الاجتماعية في كتابه: روح الشرائع (١٧٤٨) ونقل عنه من جاء بعده من مؤرخين أمثال: ميشله، وجيزو، وتياري. ولم ينس فيكتور هيجو الشرق في شعره فنظم الشرقيات (١٨٢٩) وأودع فيها بعض خيال الشرق في