الكردينال ريشيليو لمراجعة توراة إلى جاي، فراجعها في خمسة أشهر، ونشر سفر راعوث، متناً عربياً وسريانياً، بترجمة لاتينية. وسفر المكابيين، متناً عربياً من دون ترجمة. فلما إنتهت أجازته رجع إلى رومة (١٦٤٢) ثم استدعي إلى باريس وعين أستاذاً للعربية والسريانية في معهد فرنسا، ومترجماً للملك (١٦٤٥ - ٥٣) وغادر باريس نهائياً إلى رومة حيث عينه البابا إسكندر السابع أميناً لقسم المخطوطات السريانية والعربية في المكتبة الفاتيكانية فوضع مع ابن أخته مرهج نمرون أول فهرس المخطوطاتها الشرقية. ولما توفي نقلت مخطوطاته وعددها ٦٤ إليها وما زالت تحمل اسمه فيها.
ونقش اسم الحاقلاني في رخامة على مدخل معهد فرنسا، وانتقده الألمان فانتصر له رينودو وعدّه بين العظماء، وخصه دي لاروك بأكثر من صفحتين لأن:"ذيوع صيته ونفاسة مصنفاته يقدرها العلماء حق قدرها، ولا يجهلون في الوقت نفسه ما أحاطه به من احترام ورعاية أنبل الأحبار وأشهر أدباء أوربا"(١).
آثاره: عاون على ترجمة التوراة، وعلى تحقيق الكتاب المقدس بالعربية (١٦٧١) وفي وضع أول فهرس للمخطوطات الشرقية في المكتبة الفاتيكانية (١٦٦٠) ومن مصنفاته: معجم التاريخ والجغرافيا الكنسي، وموجز قواعد السريانية والكلدانية (باريس ١٩٢٨) وعشرون رسالة للقديس أنطونيوس الكبير (باريس ١٦٤١) ومختصر مقاصد حكمة فلاسفة العرب (باريس ١٦٤١) وجام كيتي نما قاضي مير حسن، متناً وترجمة لاتينية في (باريس ١٦٤١) وأعمال مجمع نيقية في باريس ١٦٤٥) وترجم ابن الراهب المصري. وثلاثة من كتب المخروطية من نص أبي الفتح (ذكرها برتلوتي في الدورية الرياضية ١٩٢٤) وبلوغ الحكمة عن مخطوط عربي (باريس ١٦٤٦) وخصائص الحيوان والنبات والحجارة الكريمة عن مخطوط عبد الرحمن، وفيه أقسام من كتاب الحيوان للدميري، وترجمة رسالة للسيوطي (باريس ١٦٤٧) وفهرس الكتب الكلدانية (رومة ١٦٥٣) ومعجم عربي لاتيي (ما زال مخطوطاً).
وكان لإبراهيم ولد يدعي ديونيسيوس، تنقل بين الرهبانية ودرّس في الجامعات،