وترك اختفاء زتسن أثراً سيئاً في نفوس الرحالة فأحجموا عن جنوب بلاد العرب سنوات.
وفي عام ١٨٣٤ اكتشف الملازم الإنجليزي ولستد حصن الغراب ونقشه الذي يرجع إلى سنة ٦٤٠ ويعتبر أول نقش طويل كامل واضح. وفي العام التالي كشف عن نقب الهجر.
وفي عام ١٨٣٦ كشف الإنجليزيان: هلتون، وكروتندن عن بعض آثار اليمن، وتوفى هلتون، فنشر كروتندن نتائج تلك البعثة، ومنها خمسة نقوش سبأية وجدها في صنعاء (سلسلة الجغرافيا والاجتماع، ج ٨، ١٨٣٨).
وفي عام ١٨٣٦ قام المبشرولف برحلة من مخا إلى صنعاء. واتجه عالم النبات بوتا (١٨٣٧) إلى الجهات الغربية الجبلية فلم يكن بأكثر منه توفيقاً، ولكنهما استرعيا انتباه العلماء ولاسيما الألمان، ومهم جيزينيوس ورويديجر إلى دراسة اللغة العربية الجنوبية على أساس تلك النقوش. فوضعا كتابة عن حضرموت (هالة ١٨٤١).
وفي عام ١٨٤٣ عثر الألماني أدولف فون فريده، بوادي درعن، على بقايا حائط قديم وعلى نقش حضرمي. وقد سجل اكتشافاته مالتزن في كتابه (برنتشفيج ١٨٧٠).
وفي عام ١٨٤٣ قصد أرنو، وهو صيدلي فرنسي، اليمن وسار شرقاً فكشف عن طريق القوافل بين مأرب وصنعاء، ودخل مأرب وفحص خرائبها من السور والمعبد (حرم بلقيس) ونسخ بعض نقوشها، وفي طريق عودته نسخ نقوشاً عن بناء العاصمة السبأية الأولى (صرواح) وبلغ ما نسخه في رحلته ٥٦ نقشاً من صنعاء وصرواح ومأرب، وقد استلمها فرينل قنصل فرنسا في جده وكان مستشرقاً فأرسلها إلى المجلة الآسيوية مع بعض شروح عليها فنشرتها (السلسلة ٤، مجلد ٥، ١٨٤٥) فاستخدمت الحروف العربية الجنوبية لأول مرة كما ظهرت أول مجموعة آثار أصلية من ملكة سبأ.
وفي عام ١٨٥٠ كبا الجواد بخادم للإنجليزي لوفتوس الذي كان يعمل في