ولكنه نجا منها وأرسل إلى المجمع نتائج رحلته وهي: أربعة أحجار بها نقوش سبأية، ومائتان وثمانون نسخة لكتابات شاهدها. وقد نشرها ديرنبورج في مجموعة الكتابات السامية. وما زالت ملاحظات جلاز رالجوية والفلكية والجنسية غير منشورة.
وفي عام ١٨٨٥ رجع جلازر إلى المنطقة الواقعة بين عدن وصنعاء، فعثر على سبعة وثلاثين نقشاً أصلياً معظمها في اللغة الدينية المعينية، ومائة وخمسين نسخة من النقوش الحنوبية.
وفي عامي ١٨٨٧ و ١٨٨٨ قام جلازر برحلة أخرى إلى مأرب متزيياً بزي فقيه عربي، ومن مأرب عاد إلى صنعاء ورسم تخطيطاً لآثار القنوات القديمة وسدود مياهها التي كانت مصدر خصب لمملكة سبأ، وسبباً من أسباب حضارتها. ونسخ الكتابات التي كانت على سدودها وذرع معبد إله القمر، وحمل معه قطعاً أثرية ونقوداً وخواتيم (نشرت في برلين، ١٨٩٣) وأربعمائة نسخة لكتابات عربية جنوبية لم تنشر. ومائتين وخمسين مخطوطاً في تواليف الزيديين.
وبرحلات جلازر تكاد الأبحاث حول بلاد العرب الجنوبية تبلغ نهايتها لا سيما فيما يتصل بالنقوش والكتابات التي كشفت عن أربع دول عربية عظيمة للمعنيين والسبأيين والحضرميين والقتيانيين، في حياتها التاريخية والدينية والسياسية والثقافية.
ومن الذين تعاقبوا على الكشف عن آثار بلاد العرب الجنوبية:
بعثة مجمع فيينا (١٨٩٨) بإشراف دا فيدهنريخ موللر التي استأجرت لها باخرة سويدية خاصة، فعرقل مساعيها الإنجليز بعدن، والعرب بحضرموت فتوجهت (١٨٩٩) إلى جزيرة سقطرة لدراسة اللهجة الموجودة هناك، كما درست فيما بعد اللغات الحديثة في الصومال ومهرة وشخوري، ونشرت أبحاثاً عنها.
ثم علماء من أمثال فاندن برج، وليو هيرش، ولنددرج، وبنت، ووري، وبوركهارت، وأو لوف هوبير الذي عاد إلى بلاده ومعه طبعات لبعض النقوش العربية الجنوبية، كما تمكن زوج ابنته الرائد الإنجليزي جاكوب من اقتناء مجموعة صغيرة من الآثار أرسلت إلى دلهي في الهند.
وممن تناولوا دراسة بلاد العرب الجنوبية: برايتوريوس أستاذ جامعة برسلاو، وهرتويج ديرنبورج، ولامبر، وفريتز هوميل مصنف كتاب قواعد اللغة العربية الجنوبية