للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيه، وقد أصبح فيه مرجعاً، تعويلنا على بعض نقادنا ممن ليس له ثقافته، أو من أساتذة الأدب عندنا وما هم بأدباء! ؟ ومن الأساتذة العرب الذين يعلمون اللغات والآداب الأجنبية في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ويصنفون في شكسبير، وجوته، وهيجو! أم أننا نحن الشرقيين أوتينا عبقرية حقًّا في درس الأدب الغربي لم يؤتها المستشرقون في درس الأدب الشرقي؟

ووصف علمهم بمعاني الآداب والبلاغة بالعلم المعجمي لا ينطبق عليهم جميعاً فقد نظم بعضهم الشعر بالعربية، وترجم الشعر العربي شعراً بلغاتهم، وعدت مصنفاتهم عن العرب من روائع آدابهم. أما قوله بندرة اقتران الذكاء النافذ بعدة آلاف المستشرقين، في مختلف البلدان، خلال مئات الأعوام، وبشتى اللغات، لا لشيء إلا لأنهم مستشرقون، ففيه شيء من المبالغة.

ومن استنكر ضياع مخطوطاتنا:

"وسطا لصوص الكتب على بقية هذا التراث فتناهبوها، وأدرك بعض الأوربين من مستشرقين وقناصل وغيرهم ما لها من شأن علمي وتاريخي فراحوا يشترونها بأبخس الأثمان وينقلوها إلى بلادهم" (١).

ومن كشف عن أغراضهم منها:

"هي هذا الثأر القديم المتجدد بين هذا الوطن وبين أوربا، والذي بلغ ذروته في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين ... رأوا آثارنا ونقوشنا ومخطوطات تراثنا، ونقلوا إلى بلادهم ما أستطاعوا أن ينالوه منها بالسرقة أو الاستهداء أو الشراء ... وبدأوا بركام هائل من المؤلفات عن الدين الإسلامي ... فحفروا من حوله وبدأوا يهوون عليه بمعاولهم ليقلقوه ويقتلعوه ... وحفروا من حول تاريخنا وأدبنا ولغتنا وأهووا عليها بمعاولهم ... ونصب بعضهم نفسه لمخاصمة زملائه دفاعاً عن العرب والإسلام ... إمعاناً في التمويه والتضليل ... فتراهم يضيعون كثيراً من الوقت وينفقون كثيراً من المال في نشر بعض تراثنا القديم. فإذا نظرت فيا ينشرون وجدت أكثره من مؤلفات المتصوفين وخاصة الهنود" (٢).

ومن فطن إلى سذاجتنا ونبوغهم:


(١) مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد الثالث، الجزء الأول، ص ١٠٥.
(٢) القومية العربية والاستعمار، ص ٨٧ وما يليها (القاهرة ١٩٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>