اليهود ليعلموه وطلابه العبرية ويعاونوه على قراءة التوراة بنصها، ثم انضم إلى الرهبانية الفرنسيسكانية (١٢٥٥) ولكنه فصل من التدريس لتعرضه للرهبان وسجن حتى أنقذه صديقه البابا إكليمنضس الرابع. ودعا بيكون إلى تشجيع تدريس اللغات الشرقية في جامعات أوربا لأغراض علمية صرف، فلبى دعوته رؤساء أكفسورد الفرنسيسكانيون: روبرت جروستيست، وتوماس أوف ويلز، وآدم أوف مارش. ووعده بتحقيق أمنيته البابا اكليمنضس الرابع - الذي كتب إلى بيكون في إرسال نسخة من مصنفاته سراً وعاجلاً، فأجمل موسوعته في الكتاب الأكبر ثم الأصغر وأرفقها بدراسة في تضاعف الرؤية وخلاصة لآرائه هي الكتاب الرابع، فبلغت البابا بعد وفاته (١٢٦٨) - وأولع بعلوم الرياضيات والفلك والكيميا، وأكب على كتب بطليموس وابن الهيثم والرازي، فإذا نتيجة دراسته اختراع المجهر، ومادة تشتعل في الماء، ونوع من البارود، وتنبؤه بالطيران، ووضع قاعدة لصنع المتفجرات، فلقب بدكتور المعجزات وسجن مرة أخرى. وقد اعتمد في فلسفته على ابن سينا، الذي وصفه بأنه عميد الفلسفة بعد أرسطو، وعلى ابن جبيرول، وإسحق الإسرائيلي، وغيرهم. وأحدث في تفسير اللاهوت بدعاً سجن بها (١٢٧٧) ولكنه عد من كبار الفلاسفة.
آثاره: صنف رسائل في النحو، والمنطق، والرياضيات، والهيئة، والموسيقى، والبصريات، والتنجيم، والكيميا، والطب، والعلوم التجريبية والزراعة، وغيرها. من أشهرها: رسائل في العدسات المحرقة، وفي طاقة الاختراع والطبيعة العجيبة، وفي تقدير الحادثات الطبيعية (١٢٥٧ - ١٢٦٦) والكتاب الأكبر، في أربعة مجلدات، وما زال الإقبال عليه شديداً حتى اليوم، ومختصراه (١٢٦٨) وموجز الدراسات الفلسفية (١٢٧١) وموجز الدراسات اللاهوتية (١٢٩٠) كما ترجم عن العربية كتاب مرآة الكيميا (نورمبرج ١٥٢١) وسر الأسرار (وقد نشر الترجمة ستيل، في أكسفورد ١٩٢٠) وانتقد ترجمة ساراشل كتاب النبات لأرسطو. وللأب بويج اليسوعي دراسة بعنوان: هل قرأ بيكون كتب العرب؟ (محفوظات التاريخ العقائدي والأدبي ١٩٣٠).