إذا وجد من يعلمها. (١٦٢٣) وكان الكردينال داي مديتشي قد أنشأ مدرسة للغات الشرقية ومكتبة ومطبعة في فلورنسا، والكردينال بوروميو مدرسة للغات الشرقية والمكتبة الأمبروزيانية في ميلانو، والكردينال بر باريجو كلية ومطبعة في بادوي، ثم أنشأ الأب ريبا المعهد الصيني في نابولي (١٧٢٧) وقد تحول إلى شرق (١٨٨٨) وأعيد تنظيمه بعد الحرب الأخيرة. وفيه كرسي للعربية ولهجاتها، والبربرية، والتركية، والفارسية، والألبانية، واليونانية، والصينية، واليابانية. وأديان وفلسفات شرقي آسيا. وقد أصدر المجموعة الدراسية (١٨٩٢) والشرق (١٨٩٤ - ١٨٩٧) والمدونات (١٩٠٠) والمطبوعات العلمية (١٩٠٧) والفهارس (١٩١٨ - ١٩٢٠) والحوليات (١٩٢٧ - ١٩٣٥) ومجلة الشرق (١٩٣٣) ... Oriente d' Rivista
وضعف الإقبال على اللغات الشرقية على الرغم من كل تلك المدارس والكراسي والمعاهد، وما جهزت به من المكتبات والمطابع والمجلات، ومن غذاها من خريجي المدرسة المارونية تدريساً وتحقيقاً وفهرسة ونشراً، ولم يشتهر، في القرن الثامن عشر، إلا قلائل منهم: الكردينال فانتي الذي طار صيته بقوته الخارقة في إتقان اللغات المتعددة. والأب فيلا أستاذ العربية في معهد بالرمو الملكي، وناشر بعض الكتب العربية.
وفي القرن التاسع عشر نظمت إيطاليا دراسة اللغات الشرقية وعهدت بها إلى أعلام المستشرقين من أمثال: أماري، وسكيا باريلي، وبوناتزيا، وإغناطيوس جويدي، والأسقف بوجارديي، ونلينو، وغيرهم. فتولوا تعليمها في جامعات: فلورنسا، ونابولي، وبادوي، وبيزا، ورومة، وبالرمو، ومدرسة القديس أبولينير، فنشطت ثم انتظمت على الوجه التالى:
في رومة: معهد الدراسات الشرقية الملحق بكلية آداب جامعة رومة (١٩٠٥) وفيه قسم الفقه اللغات السامية، والآثار المصرية، واللغة والآداب العربية، والعلوم الإسلامية، وفصول لتعليم اللغات العربية والفارسية والتركية. ومدرسة للتخصص: ومركز للدراسات السامية. وله نشرات ومحاضرات، ومجلة الدراسات الشرقية (١٩٠٧) Rivista degli Studi Orientali تصدر كل فصل، وتمتاز بدقة مباحثها والتعريف بأعمال مستشرقيها وتراجمهم وترتيب فهارسها المتعلقة بالعالم الإسلامي.