للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحول إلى جلابور حيث اغتيل، وله فيها قبر عظيم ينسبه بعضهم إلى ولى من المسلمين يدعي تمام، وما زال النصارى والمسلمون يزورونه حتى اليوم ولا يفرقون.

ولما دخل سكان اليمن وحضرموت في الإسلام (٦٣٠) وكانوا يتاجرون بحاصلات السند ومليبار وسيلان وجاوه والصين وغيرها. وصلت الدعوة الإسلامية على أيديهم إليها. وأول من استوطن مليبار من العرب: شرف بن مالك، ومالك بن دينار، ومالك بن حبيب بعياله، فدعوا إلى الإسلام وبنوا المساجد والمعاهد (٧٠١) (١) واستقرت جماعة من تجار العرب بجزيرة سيلان (حوالي ٧٠٠) وأقام عشرة آلاف مسلم من سيراف وعمان والبصرة وبغداد (منذ أواخر القرن التاسع الميلادي) في سيمور وعرفوا بالبباصرة.

إلا أن فتح الهند لم يأت المسلمين إلا على يد محمود الغزنوي (٩٩٧ - ١٠٣٠) فقد غزاها، من دويلته غزنه في شرقي أفغانستان، سبع عشرة غزوة أحرق في خلالها معابدها وأفرغ خزائنها وحمل كنوزها وباع أسراه منها رقيقاً ووسع رقعة ملكه على حسابها فعد أغنى ملك عرفه التاريخ.

ثم استولى الغوريون - وهم قبيلة تركية من أفغانستان - على دلهي (١١٨٦) فخربوا معابدها واستصفوا أموالها ونزلوا بشمالي الهند ثلاثة قرون، وظلوا على صلات بالشرق العربي فاقطع الملك غياث الدين طفلق أحد أحفاد الخليفة المستنصر عندما فر من بغداد، مدينة سيري ووهبه قصراً وأموالا طائلة، كما أغدق على ابن بطوطة وولاه قضاء دلهي ثم أسفره إلى الصين.

وبلغ كاشغر أطراف الصين (٧١٤ - ٧١٥) فحطم الأصنام وابتني جامعاً وأنزل فيها المسلمين، وفتح طريق التجارة إليها فاستورد العرب منها الورق والخز والحرير، وأخذوا عنها الإبرة الممغطسة والمربعات السحرية التي اشتهر بها ثابت ابن قره، ثم توسعوا في تجارتهم بفضل جاليتهم - وقد أربت على أربعة آلاف نسمة - وأسفر كاشغر إلى ملك الصين لتأمينهم عليها (٧١٦) وتعددت السفارات بين الصين وبين دمشق في خلافة: الوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام. ثم تحولت إلى بغداد أيام الخلافة العباسية، فاستنجد ملك الصين


(١) رحلة الملوك، ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>