-التي كان قد أنشأها الملك فيليب الثاني ناشر التوراة في سبعة مجلدات - وجعل من معرفة العربية مبرراً لترقية الموظفين، واستدعى رهباناً موارنة من لبنان، وشجع الأسبان على التضلع من أسرار العربية ونشر تراثها. وفي أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر أصلح شأن الجامعات فعادت العربية تدرس رسمياً في كراسيها، وأفاد طلابها من مخطوطاتها الغنية في المكتبات العامة والخاصة، فنشروا الكثير منها، متناً وترجمة وتصنيفاً، لكل ما له علاقة بتاريخ الأندلس وجغرافيتها وتراجم رجالها وعلومهم وآدابهم وفنونهم.
وفي جميع كليات الآداب اليوم كرسيان لليونانية والعربية يختار الطالب إحداهما ويتخرج بها بعد سنتين. وفي ثلاث الجامعات: مدريد وبرشلونة وغرناطة قسم للغات السامية يقضى فيه الطالب ثلاث سنوات للتخصص وينال منه الماجستير والدكتوراه. وهناك قسم خاص بالعربية العامية والمغربية في مدارس التجارة، وتبلغ نحو خمسين مدرسة في مدن أسبانيا. وقد أنشئت مدرسة الدراسات العربية في مدريد (١٩٣٣) وألحق بها مركزان للأبحاث في مدريد وغرناطة، ثم أدمجت في المجلس الأعلى للأبحاث العلمية (١٩٣٩) وأطلق عليها معهد آسين للدراسات العربية (١٩٤٤) ويتبع المجلس الأعلى للأبحاث العلمية بمدريد: معهد الدراسات الأفريقية، ومعهد الدراسات السياسية - وفيه قسم لدراسة الإسلام المعاصر. وفي مدريد: مدرسة الألسن العليا، وبها قسم للعربية. والمعهد المصرى للدراسات الإسلامية (١٩٥٠). وفي صلمنكة المعهد الماروني اللبناني الذي أنشأه الجنرال فرانكو (١٩٤٦). ثم عمدت وزارة المعارف الأسبانية إلى مضاعفة كراسي العربية في جامعاتها، كمد أعدت مشروعاً لتدريسها في المدارس الثانوية.
ولأسبانيا في تطوان: معهد الدراسات المغربية، ومن أساتذته موسي عبود اللبناني مصنف كتاب القواعد العربية (مدريد ١٩٥٦) ومعاهد للموسيقى والفنون التشكيلية، ومعهد الجنرال فرانكو، ومن أساتذته الفرد البستاني اللبناني.
وفي عام ١٩٥٦ تأسس في مدريد المعهد الأسباني العربي للثقافة، وأنشأ مراكز له في: طنجة، والرباط، والجزائر، والقاهرة، والإسكندرية، وعمان، وبيروت، ودمشق، وبغداد، وأنقره.