لفتح الصين، ولما رجعوا إليها (١٢٣٧) بقيادة باتوخان حفيد جنكيز خان، دكوا المدن وأحرقوا موسكو وحاصروا فلادمير وفتحوا كييف (١٢٤٠) وانطلقوا ينهبون ويدمرون ويقتلون. ثم سيطرت حامية إحدى قبائلهم على القسم الأكبر من روسيا مدى ٢٤٠ عاماً، فوضعت الجزية على أشرافها وجندت من أهلها وصالحت الكنيسة الروسية طمعاً في تأييدها، على حماية رجالها وممتلكاتها وإعفائهم وإياها من الضرائب. وأغار المغول على بولونيا والمجر وألمانيا (١٢٣٧) وهزموا البولونيين والألمان (١٢٤٠) وقطعوا الدانوب إلى بلغاريا وخربوا بلاد ما بين النهرين وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا (١٢٤٥ - ١٢٥٣) وعبر هولاكو نهر جيحون واكتسح فارس وبغداد والشام (١٢٥٨) ثم جاء تيمور لنك (١٣٣٦ - ١٤٠٥) فاعتنق الإسلام ورد نسبه إلى جنكيز خان واجتاح فارس وبغداد (١٣٩٣) وموسكو (١٣٩٥ كان قد أنفذ تقتمش لغزوها ١٣٨٠ - ٨١) والهند (١٣٩٨) وسوريا (١٤٠١) وقهر العثمانيين (١٤٠٢) وتوفي في زحفه على الصين (١٤٠٥).
وعاد سلاطين دلهي بعد تيمور لنك إلى عروشهم قرناً آخر أزالهم بعده عنها الفاتح بابور (١٥٢٥) وأسس فيها أسرة المغول التركية.
وتنكب ابنه هميون خطاه فألجأه الأفغان إلى فارس حيث أعد جيشاً استعاد به عرش أبيه. وكانت زوجته قد أنجبت له في أثناء نفيه ولداً أسماه محمداً. وأطلقت عليه الهند لقب أكبر. فلما تسلم مقاليد الحكم (١٥٥٦) وسع رقعة ملكه وجمع في شخصه السلطات. وقام بكثير من ضروب الإصلاح واقتنى مكتبة ضمت ٢٤ ألف مخطوط - وكان يزدري الكتب المطبوعة التي قدمها له اليسوعيون الذين عهد إليهم بتربية أحد أبنائه - وأشرف بنفسه على بناء الحصن في أجرا، ثم كون من الديانات ديانة جديدة ونادي بنفسه رئيساً عليها. فثار به المسلمون وشق ابنه جهان كير عصا الطاعة عليه، ولما توفي لم يصل عليه رجل من أية عقيدة أو مذهب.
وانغمس جهان كير في الخمر والمجون والقسوة فأفقر الهند. واستبطأ موته ابنه جهان فحاول اعتلاء العرش (١٦٢٢) ففشل وعند ما بلغه نعيه أسرع من الدكن حيث كان مختفياً، وأعلن نفسه إمبراطوراً ولقب بشاه جهان وقتل إخوته جميعاً وأسرف في