السياسي لتلك المعاهدات فحمل حكومته على عقد مثلها مع البكوات والمماليك.
وفي أواخر القرن الثامن عشر تطور الموقف السياسي تطوراً سريعاً وخطيراً: فقد قامت الثورة الفرنسية، ونشبت الحرب بين إنجلترا وفرنسا الجمهورية (١٧٩٣) وكتب نابليون إلى تاليران (١٧٩٧ يقول: لن نلبث طويلاً حتى نشعر باضطرارنا إلى احتلال مصر لتحطيم إنجلترا. وكانت انتصارات نابليون على إيطاليا قد مكنت له في الأرض وأطمعته في الشرق موطن الفتوحات العظيمة، وزينت له إقامة دولة شرقية كبرى على ضفاف النيل ينعم بخيراتها ويضرب منها إنجلترا الضربة القاصمة. وهكذا بلغت حملة نابليون مصر (تموز - يوليو ١٧٩٨ وكان الإنجليز على علم بأغراضها، فأسرعوا إلى تحطيم أسطولها في خليج أبي قير (آب - أغسطس ١٧٩٨) وحصار سواحل مصر الشمالية حصاراً قطع الاتصال بين مصر وفرنسا، وتأليب العثمانيين عليها، والإسهام في إخراجها حتى جلت عن مصر (أواخر عام ١٨٠١) ثم تعاقبت الأحداث وقد سجلها التاريخ الحديث.