للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما فلسفته فقد اعتمد عليها توما الأكويني، والبر الكبير، وروجر بيكون الذي وصفه بأنه أكبر عميد للفلسفة بعد أرسطو وجدد طبعها كامبانيلا (فرانكفورت ١٦٣٠، باريس ١٦٣٦) وشرحها الدكتور صليبا في رسالته، عنه. والغزالي المتوفى (١١١١) مؤلف تهافت الفلاسفة، ومقاصد الفلاسفة وإحياء العلوم إلخ. مما كان له شديد الأثر في مجادلة المشائيين، شرقيين وغربيين.

وفي الطب أشهر الرازي (٨٦٥ - ٩٢٦) بأنه أعظم أطباء عصره، فترجمت أوربا إلى اللاتينية والعبرية ثم إلى سائر لغاتها كتبه: المنصوري، والحاوي - وهو في عشرين مجلداً، ترجمه فرج بن سالم (نابولي ١٢٧٩) وجعل أحد الكتب التسعة التي كانت تتألف منها مكتبة كلية الطب في جامعة باريس، وطبع خمس مرات في أوربا (١٤٨٦ - ١٩٠٣) وما زال للرازي صورة إلى جانب ابن سينا تزين قاعتها - والترياق، ورسالة الجدري والحصبة، وهي أولى الدراسات للأمراض المعدية، وقد عدد الدكتور ماكس مايرهوف لمصنفها ثلاثاً وثلاثين ملاحظة سريرية. وعلى بن عباس (المتوفى ٩٩٤) صاحب كتاب الملكي (ترجمه اسطفان الأنطاكي إلى اللاتينية ١١٢٧ وطبع في البندقية ١٤٩٢ وفي ليون ١٥٢٣ ثم ترجم القسم النظري منه قسطنطين الأفريقي) وابن بطلان (المتوفى ١٠٥٢) مؤلف كتاب تقويم الصحة (ترجم إلى اللاتينية ١٥٢٨ ثم إلى النمسوية ١٥٣٢) وابن جزله (المتوفى ١١٠٠) مصنف كتاب تقويم الأبدان (ترجم إلى اللاتينية في ستراسبورج ١٥٣٢) وذكر تاريخ الطب ابن الهيثم بأنه أول من كتب في أقسام العين ورسمها ووضع المصطلحات العلمية لبعضها فأخذت أوربا عنه: الشبكة القرنية والسائلين المائي والزجاجي. كما عولت جامعاتها على كتاب تحرى المناظرة للخازن، ثم نشره روبستر متنا وترجمة (بال ١٥٧٢) وترجمت تذكرة الكحالين لعيسى بن يحي إلى العبرية واللاتينية مرتين واستمرت أوربا في تدريسها حتى القرن الثامن عشر.

وفي الرياضيات أرجع كربنسكي تقدمها وإيجاد التكامل والتفاضل بينها إلى المبادئذ التي وضعها علماء اليونان، وإلى الأساليب المبتكرة التي عالجها بها علماء الهند، وإلى درس العرب لها وإصلاح بعضها والإضافة إليها إضافات هامة دلت على نضج في أفكارهم وخصب في عقوله (١). وقد كان الخوارزمي (المتوفى ٨٥٠).


(١) كربنسكي، محاضرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة (نونبر ١٩٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>